مهني يكشف لـ”عبّـر” أسباب انخفاض أسعار الدجاج ويدق ناقوس الخطر حول تردي أوضاع المُربين

دق مربو الدواجن بالمغرب ناقوس الخطر حول الخسائر التي تكبدوها جراء انخفاض أسعار الدجاج لما دون تكلفة الإنتاج، الشيء الذي يهددهم بالإفلاس والسجن. مطالبين بتدخل وزارة الفلاحة لإيجاد حلول للوضع الذي وصفوه بالصعب.

وسجلت أسعار الدجاج في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوضا، تراوحت ما بين 13 و15 درهما، وهو ما كبّد المربي خسائر تفوق 5 دراهم للكيلوغرام الواحد، اعتبارا لتكلفة الإنتاج المرتفعة والتي تبلغ ما بين 15 أو 16 درهما في وقت يباع فيه بالضيعات بـ9 دراهم. وفق ما كشف عنه سعيد جناح، عضو المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم.

وقال جناح في تصريح لموقع “عبّـر.كوم“، إن انخفاض أسعار الدجاج تعبير واضح على أن قطاع الدواجن بالمغرب قطاع عشوائي غير منظم، ناهيك عن غياب استراتيجية خاصة بالقطاع، ووجود فئة تستغل الوضع الحالي والتي تزداد ثراء جراء ذلك.

أسباب انخفاض الأسعار

وأوضح جناح، أن الأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى العشوائية التي يعرفها القطاع، وأن ” الخسارة المتتالية ما هي إلا في خدمة الشركات الكبرى التي تتنكر لك عندما تتعرض للخسارة”. مشيرا إلى أن الفيدرالية التي تم إنشاؤها فهي تخدم الكبار وليس المنتجين. وفق تعبيره.

واعتبر المتحدث ذاته، أن المربين هم الحلقة الأضعف، رغم أن عددهم يتجاوز 9 آلاف مربي. وأن الشركات الكبرى هي المستفيدة من ارتفاع أسعار الدجاج التي تراوحت في فترة معينة ما بين 22 و23 درهما، وهذه الأسعار هي السبب في تسارع الكل إلى توفير الدجاج؛ ما نتج عنه الآن فائض كبير في الإنتاج.

وبالإضافة إلى فائض الإنتاج الذي تسبب في انخفاض أسعار الدجاج، يؤكد جناح، أن الدجاج البياض “الكروازي”  الذي يباع في الأسواق ب5 دراهم يسهاهم في هذا الانخفاض، وبالتالي المفروض أن لا يباع هذا الدجاج.

مطالب مربي الدواجن

ودعا جناح، الدولة إلى التدخل من أجل خفض أسعار العلف التي تباع للمربي بسعر أكبر من السوق. مشرا إلى ” وجود نوع من التلاعب في أثمنة الأعلاف والذي يقع أمام مرأى من الفدرالية”.

وطالب عضو المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، بالكشف عن مآل الدعم الذي خصصته الدولة للقطاع والمقدر بـ5 ملايير درهم، وعن الجهة التي استفادت مه. مشددا على عدم استفادة المربي من هذا الدعم.

وسجل جناح، أن ” المربين ومنتجي الدجاج ضحية نظام صنعه الكبار ووظفوا مجمومة نسميها “مرتزقة” يتحدثون باسمنها ولا علاقة لهم بتربية الدواجن”. مُتهما الفيدرالية بالتواطؤ مع الحكومة في التحكم في أسعار الدواجن.

ونبّه المتحدث ذاته، إلى أن المربين ليسوا ضد انخفاض أسعار الدجاج، ولكنهم يطالبون بالحصول على رأس مالهم فقط وذلك لتنجب إفلاسهم أو دخولهم السجن أو الحجز على أملاكهم. مشيرا إلى أن الكثير من المربين أصبحوا مهددين بالسجن، فيما انتحر آخرون جراء الإفلاس.

ولفت جناح إلى أنهم لجؤوا إلى وزارة الفلاحة، وبعده إلى مكتب السلامة الصحية وكذا مراسلة برلمانيين من أجل إنقاذهم من الإفلاس وغيره؛ إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.

جناح: الكبار هم المستفيدون

وحول ما إذا كانت ستشهد أسعار الدجاج ارتفاعا في القادم من الأيام، قال المهني، إن ” الوضع الحالي هو مصيبة فهناك إنتاج كبير، وإذا كان هناك أي ارتفاع فهو لن يكون مثل الارتفاع الذي سُجل سابقا، لأنه كان مقصودا، ما يعني بالدرجة الأولى نوع من النصب والاحتيال قام به الكبار لإيهام الصغار بخفض الإنتاج وبعدها أنتجوا الكثير وجعلوا الكل يتهاتفت على الكتكوت لدرجة وصل ثمن الكتكوت الواحد إلى7 دراهم”.

واعتبر جناح، أن ذلك ” دليل على تواطؤ المحاضن مع مجموعة من “الشناقة” الذين يساهمون في بيع الفلّوس (الكتكوت) في السوق السوداء وبالتالي يحاربون بطريقة غير مباشرة تطبيق القانون، وهذا مقصود لكي لا يبقى وجود للمربين الصغار والمتوسطين”.

ويطالب جناح على لسان المربين، بوضع حد لما وصفه بالمهزلة ” ووضع نظام ودائرة مستديرة للمناقشة كمهنيين، ونقول إن الفيدرالية لا تخدم القطاع ولا تمثلنا هي تخدم الكبار، كما نطالب بحوار مباشر مع وزارة الفلاحة لأنه لدينا مجموعة من الحقائق التي يجب التكلم عنها”. بحسبه.

وبعد أن جدد التأكيد على أن “الوضع الحالي لا يخدم المربي بالمرة”؛ حذر عضو المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، المستهلكين المغاربة بأخذ الحيطة والحذر ” لأنه إذا تسلمت الشركات الكبرى زمام الأمور فهم سيفرضون الثمن الذي يريدون”. وفق تعبير المتحدث ذاته.

غزلان الدحماني – عبّــر