بعدما شكل الاستثناء بين الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية والغربية، بحظر المسيرات والوقفات الاحتجاجية وتشديد القيود على المتضامنين مع فلسطين، وبعدما سمح بخروج المتظاهرين للشارع أخيرا تحت ضغط الإعلام العربي والحملات التي استهدفته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يجد النظام العسكري الجزائري وكعادته، حرجا في استغلال القضية الفلسطينية لتفريغ شحنات أحقاده على المغرب.
ففي الوقت الذي خرجت فيه مسيرات ضخمة بكبريات العواصم الإسلامية والعربية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، مستهدفة سفارات الدول الغربية التي تدعم بشكل مطلق جيش الاحتلال الصهيوني للاحتجاج أمام بقوة، اختار نظام الكابرانات أن يغرد خارج السرب بأن سخر مجموعة من بلطجيته للتظاهر أمام قنصلية المغرب مع أنه يدرك أنها شبه فارغة، بالنظر إلى كون العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين.
وعوض أن يتظاهر بلطجية نظام كابرانات الجزائر المتحكم فيهم بجهاز التحكم عن بعد، أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر أو أمام سفارة فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا، وهي دول تدعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح نهارا جهارا، توجهوا نحو قنصلية المغرب كما لو أن المغرب هو الذي يحتل فلسطين أو يدعم إسرائيل في احتلالها منذ أكثر من سبعة عقود.
وفي هذا السياق، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر من خلاله جزائريون يحتجون أمام قنصلية المغرب، مرددين شعارات مناوئة للمغرب، في محاولة من النظام العسكري الذي سخرهم للمهمة القذرة، للتغطية عن عجزه في مد يد العون لفلسطين التي يدعي نصرتها ظالمة أو مظلومة وظل لسنوات طويلة يقيم الدنيا ولا يقعدها، مهددا، مزمجرا ومتوعدا إسرائيل بالويل.
وكما هي عادة جزائر الكابرانات، أثارت واقعة الاحتجاج أمام القنصلية المغربية الشبه فارغة، موجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صبت مجمل ردود الأفعال في اتجاه الاستغراب من طريقة تفكير وعقلية هذا النظام المفلس الذي لم يحرك ساكنا وعندما استيقظ من نومه، ترك جلادي فلسطين الحقيقيين ووجوجه مدفعيته الخردة نحو جاره المغرب، في خطوة لا تستند على منطق ولا يقبلها عقل.
ومما لاشك فيه أن هؤلاء الذين كان يصرخون أمام القنصلية المغربية، الذين تذكروا فلسطين بعدما سقط منها آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومصاب، جاءوا من الثكنات العسكرية، لأن الشعب الجزائري هو نفسه محتل وليس أحسن حالا من فلسطين ولربما سيتحرر الفلسطينيون ويأتون لتحرير الجزائريين من حكم العسكر الذي لا فرق بينه وبين حكم الصهاينة.
زربي مراد – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع