عريف: انهيار منظومة القيم وراء تفاقم جرائم الاغتصاب

مجتمع كتب في 10 يونيو، 2023 - 21:30 تابعوا عبر على Aabbir
جرائم الاغتصاب
عبّــر

لا يكاد المغاربة ينسون تفاصيل حادثة اغتصاب حتى يصدموا بحادثة مماثلة، وهو الأمر الذي أصبح يؤرق العديد من الأسر التي باتت تطالب بتدخل الجهات المعنية من أجل تشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم لتكون رادعا لكل من سولت له نفسه اغتصاب أطفال أبرياء.

وأعادت حادثة اغتصاب طفلة ذات 3 سنوات بمدينة سيدي سليمان من طرف ابن الجيران العشريني؛ الجدل حول مدى نجاعة قانون الاغتصاب خاصة وأنه يتم الإفراج عن الجناة دون معاقبتهم أو تصدر في حقهم أحكام مخففة لا تساهم في القضاء على هذه الظاهرة التي أخذت تنتشر بشكل مخيف.

ولم تكن طفلة سيدي سليمان وحدها من تعرضت لاغتصاب متكرر، فقد سبقتها حادثة اغتصاب طفلة بمدينة تيفلت، وطفلة أخرى بمدينة طاطا، وهو ما أثار القلق والخوف وسط المجتمع المغربي.

عريف : جرائم الاغتصاب والتحرش قضايا شائكة

فاطمة عريف، رئيسة جمعية صوت الطفل، قالت في تصريح لـ”عبّـر.كوم”، إن قضية الاغتصاب والتحرش قضية شائكة ومؤرقة ليس فقط للدولة المغربية بل لدول عدة. مؤكدة أن الاغتصاب مشكل لا يمكن حله في ظل غياب حلول وعلاج وتطبيق للقانون، ذلك أنه وإن حوكم المجرم ب15 سنة فإنه سيقوم بنفس الجرم داخل السجن، وبالتالي يجب علاج المشكل أولا.

وكشفت عريف، عن إجراء العديد من التدخلات من أجل المطالبة بإنزال أقسى العقوبات على الجناة في مثل هذه الجرائم “لكن للأسف، الكثير من الأحكام تكون مخففة على هؤلاء بسبب عوامل شتى، وهو ما يزيد من تفاقم الآفة، التي للأسف الشديد يصعب حصر أسبابها بشكل دقيق”. خصوصا وأن “الوضع الاجتماعي والقانوني للفتاة وللمرأة المغربية عموما هش جدا، رغم بعض التطور الذي عرفته الترسانة القانونية، ودخول اتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة حيز التنفيذ، لكن عمليا لا أثر لذلك على أرض الواقع”.

وأوضحت عريف، أن هناك محفزات وراء تفاقم هذه الظاهرة، والتي يأتي على رأسها البطالة القاتلة التي تزحف بشكل مفزع في صفوف الشباب، مما يساهم في تفشي الإدمان، وخاصة تناول الأقراص المهلوسة التي تذهب عن المرء جادة صوابه، مما يشكل سببا مباشرا في تفشي اضطرابات وأمراض نفسية لدى بعض الأشخاص، ما يؤدي إلى تفاقم النزعة العدوانية لدى البعض.
ويضاف إلى ذلك، تضيف رئيسة جمعية صوت الطفل؛ انتشار الأمراض الاجتماعية والسلوكية والتي لا يتم الانتباه لخطورتها على سلامة الناس المحيطين بهؤلاء المصابين، إلا بعد وقوع الواقعة، وأن كل هذه العوامل ساعدت في تفشي الآفة.

ونبهت عريف، إلى ضرورة الاعتراف بأن ” منظومة القيم قد انهارت، وأن ذلك وراء ظهور جرائم لا تخطر على بال المرء، حين يقدم رجل على اغتصاب فلذة كبده ذات السنتين أو الثلاث سنوات، وكذلك حين يغتصب الولد أمه، أو حين يجامع الأخ أخته، كما لو أنه يجامع زوجته، وحين تنتهي هذه الجرائم بجرائم قتل وحشي، كل هذه الآفات غير طبيعية ولا إنسانية”.

 

غزلان الدحماني ـ عبّــر 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع