ظاهرة “النينيو”..خطر يهدد البشرية وباحثة في التغيّرات المناخية تكشف لـ”عبّــر” تأثيرها على المغرب

فسحة كتب في 6 يوليو، 2023 - 20:48 تابعوا عبر على Aabbir
ظاهرة النينيو
عبّــر

أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرات بخصوص تطور ظاهرة “النينيو” في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وهو ما يمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.

وبحسب توضيحات منظمة الأرصاد العالمية، فإن هناك احتمالا بنسبة 90 في المائة لاستمرار هذه ظاهرة خلال النصف الثاني من عام 2023. فيما يتوقع أن تتسم بقوة معتدلة على أقل تقدير. وبناء على هذه التحذيرات طرحت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان المغرب سيتأثر بهذه الظاهرة المناخية، أم أنه سيكون في منآى عن ذلك؟.

ظاهرتي “النينيا” و”النينيو”

الباحثة في قضايا التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية، إلهام بلفحيلي، قالت في تصريح لموقع “عبر.كوم”، إنه وجب على الجميع أن يعلم بادئ الأمر أن هناك ظاهرتين مناخيتين تتعاقبان؛ فالأولى تسمى بـ”النينيا” والثانية بـ”النينيو”. مشيرة إلى أننا ” كنا في مرحلة “النينيا” وتأتي مرحلة أخرى محايدة، ثم مرحلة “النينيو ” التي أعلنت عنها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وهاتين الظاهرتين تتعاقبان في إطار نوع من التذبذب الذي يكون طبيعيا ولكن غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة يقع في المحيط الهادي، يعني أنه قريب من مناطق الاستيواء”.

وأوضحت بلفحيلي، أن ظاهرة “النينيو ” التي تم الإعلان عنها تقع كل سنتين إلى سبع سنوات، وأن أهم مميزياتها أنها تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه السطحية، وبالتالي يكون لها تأثير كبير على زيادة وتيرة الاحتباس الحراري الذي حسب المنظمة قد يتخطى 1.5 درجة مئوية بحلول 2024. لافتتة إلى أن الفترة ما بين يونيو وغشت شتشهد درجة حرارة مرتفعة.

وسجلت الباحثة في قضايا التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية، أن ظاهرة “النينيو” لها تأثيران فمثلا؛ على المستوى الأمريكي يمكن أن تتسبب في فيضانات وظواهر شاذة، كما يمكن أن تتسبب في الجفاف بمناطق أمريكا وأندونيسيا ومجموعة من الدول.

 المغرب لن يكون في منأى عن ظاهرة “النينيو”

وأكدت بلفحيلي، أن المغرب لن يكون في معزل عن ذلك وأنه سيشهد ارتفاعا في درجات الحرارة مدامت الكرة الأرضية تتعرض لدرجات حرارة مع ظاهرة “النينيو”. مستطردة أن طبيعة المغرب وموقعه الجغرافي وتواجده بشمال إفريقيا وبعده على المحيط الهادي، إلى جانب تواجده في منطقة تتوفر على تكتلات هوائية؛ يمكن أن تمنحنا نوعا من التبريد وتلطيف الجو.

كما أن المغرب يتوفر على سلاسل جبيلية خاصة سلسلة الأطلس الكبير والتي يمكن اعتبارها مثل حاجز طبيعي ستحاول ما أمكن أن تمنع شدة الحرارة، وبالتالي، تجدد المتحدثة ذاتها، التأكيد على أن المغرب لن يكون في منأى عن ظاهرة “النينيو”، إلا أن توفره على العوامل المذكورة ستجعله لا يتأثر بشدة من هذه الظاهرة.

وذكّرت الباحثة في قضايا التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية، في هذا الصدد بما عاشه المغرب من جفاف مدة سنوات بسبب ظاهرة “النينيا”، متمنية أن لا تزيد ظاهرة “النينيو” من سنوات جفاف أخرى. فيما نبهت إلى أن تأثيرها سيكون لا محال؛ ما يعني أن العالمية والإنسانية مقبلة على سنوات صعبة جدا سواء على مستوى ارتفاع درجات الحرارة أو على مستوى درجات الحرارة التي ستؤدي إلى ندرة المياه.

وأبرزت بلفحيلي، أن “المغرب اليوم يعاني من الإجهاد المائي بمعنى أن هناك نقصا حادا في الموارد المائية، كما أن هناك ارتفاعا مهولا في درجات الحرارة خلال هذه الأيام، وهناك مناطق بدون مياه. ولا ننسى الحرائق التي اندلعت في تارودانت أمس الأربعاء، التي لم يُشهد لها مثيل لأول مرة منذ عشر سنوات. كما من المتنبأ أن تكون حرائق أخرى بعد تصريح منظمة الأرصاد الجوية ببدء ظاهرة ” النينيو””.

دق ناقوس الخطر

ودعت الباحثة في قضايا التغيّرات المناخية إلى دق ناقوس الخطر بخصوص الموضوع، وتغيير ثقافة الأشخاص وأسلوبهم ونظرتهم للطبيعة التي ستصبح  عائقا يهدد البشرية. مؤكدة أن أول شيء يجب أن التفكير فيه اليوم  هو كيف يمكن حل مشكل الإجهاد المائي.

وذكرت أن المغرب اليوم يطل على بحرين وأنه لابد من تعبئة شعبية حكومية وتدخل من الدولة من أجل تحلية مياه البحر، وذلك من أجل توفير مياه صالحة للشرب لساكنة المغرب. تضيف بلفحيلي التي تطالب بإعادة النظر في طريقة استهلاك المغاربة للماء واستعماله. كما يجب على المغاربة اليوم والإعلام والحكومة أن يقوم كل واحد بدوره والتواصل مع المواطنين وإخبارهم بأن القادم أسوأ وأنه سيأتي يوم لن يجدوا فيه قطرة ماء.

ودعت المتحدثة ذاتها،  إلى الاستعداد لارتفاع درجات الحرارة سواء على مستوى البنيات لمواجهة حرائق الغابات وعلى مستوى المستشفيات وتوفير جميع اللوازم التي تتعلق بجفاف الجسم والاعتناء بالشيوخ وكبار السن. مشددة على التعبئة من الحكومة والمجتمع المدني ومختلف الفاعلين؛ لأن ” الوقت الآن يداهمنا والخطر يلاحقنا”. وفق تعبيرها.

هذا، وأكدت الباحثة في قضايا التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية، على دور وسائل الإعلام في تنبيه المواطنين إلى خطر ظاهرة “النينيو” وأن العالم يحتضر وأنه عند انعدام الماء لن تكون هناك حياة. وبالتالي يجب أن يتعبأ الجميع ويكونوا في مستوى مواجهة هذا الخطر الذي تمنّت أن لا تطول مدته.

 

غزلان الدحماني ـ عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع