انتشرت في الآونة الأخيرة بمواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات توثق لـ”حوادث عنصرية”، تعرض لها العديد من السياح العرب بتركيا، وضمنهم مغاربة.
واختار هؤلاء السياح مواقع التواصل لنشر فيديوهات توثق للمضايقات التي تعرضوا لها من طرف الأتراك، ولتنبيه الراغبين في زيارة أرض العثمانيين مستقبلا بتوخي الحيطة والحذر.
السياح العرب ومنهم مغاربة ممن فضلوا قضاء عطلة الصيف بتركيا؛ وجدوا أنفسهم في مكان مليء بالعنصريين وهو ما نغص عليهم قضاء إجازتهم في هناء وسلام.
وتُدول قبل يومين شريط فيديو لمغربية وهي تبكي بحرقة بعد الإهانة التي تعرضت لها من قبل مواطنين أتراك، وكشفت عن تفاصيل الواقعة، وأنها صرفت أموالها من أجل زيارة هذا البلد إلا أنها عُوملت بعنصرية.
ولم تكن هذه المغربية وحدها من تعرضت للإهانة؛ فقد وثق كثير من السياح الخليجيين فيديوهات تعرضهم لمضايقات من طرف الأتراك.
وغير بعيد عن ذلك؛ فقد أقدم سائق سيارة أجرة تركي بقتل مغربي بعدما رفض نقله إلى وجهته بحكم قصر المسافة؛ حيث عرضه للتعنيف قبل أن يُسقطه أرضا، ما أسفر عن إصابة المغربي بنزيف في الدماغ عجّل بوفاته.
حوادث العنصرية التي تعرض لها مغاربة وخليجيين وسوريين وغيرهم؛ دفعت بنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى المطالبة بمقاطعة السياحة في تركيا، وقضاء العطل في البلد الأم أو أي بلد آخر.
في مقابل ذلك اعتبر نشطاء، أن هذه الحوادث هي فردية ولا تُعبر عن باقي الشعب التركي، مشيرين إلى أن السياحة في هذا البلد تعتبر أساسية لما تُدره من أرباح، وبالتالي فإن انهيار هذا القطاع هو انهيار للاقتصاد التركي.
وطالب النشطاء السلطات التركية بضرورة التدخل من أجل وضع حد لهذه المضايقات التي يتعرض لها السائحون والتي تضر بصورة البلد.
الصحافي التركي، عبد الرحمن أوزون، دخل على خط “العنصرية” التي يتعرض لها السياح العرب، ونبه إلى تصاعد الحملة العنصرية ضد هؤلاء السياح.
وقال أوزون عبر فيديو في قناته على يوتيوب، إن الحملة العنصرية، أجبرت العديد منهم على إلغاء حجزه في تركيا وتحويلها إلى دول أخرى بسبب العنصريين.
واستغرب الصحافي التركي من الترحيب بالسياح الأجانب القادمين من إسبانيا وألمانيا ودول أوروبية، فيما يتم التعامل بعنصرية مع السياح العرب الذين ينفقون أموالهم ويساهمون في ازدهار اقتصاد البلد. وفق تعبيره.
ودفعت حملة العنصرية تجاه العرب بوزارة السياحة التركية إلى نشر إحصائيات حول تدفق السياح العرب على البلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية.
وأكدت أنه لحدود ماي الماضي، حل بتركيا ما يقارب المليون و169 الف سائح يحمل جنسية بلد عربي، من بينهم 92 ألفا من السياح المغاربة، محتلين بذلك الرتبة الخامسة.
وبلغت عائدات تركيا من السياحة عام 2022، حسب أرقام معهد الإحصاء التركي، ما يناهز 46 مليار دولار، بمتوسط إنفاق يومي للسائح الواحد بلغ 89 دولارا.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع