صحيفة وال ستريت جورنال: الطاقة المتجددة تقود تحولا صناعيا ضخما بالمغرب بفضل السياسة الملكية

إقتصاد و سياحة كتب في 4 فبراير، 2019 - 14:47 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

عبّر ـ وكالات

 

قالت صحيفة وال ستريت جورنال الأمريكية إن حاجة المغرب إلى تطوير قدرات طاقية متجددة تخفف من فاتورة الطاقة التي تنهك ميزانية الدولة سنويا، قد تحولت إلى ميزة تستقطب المستثمرين الراغبين في الاستثمار في الصناعات الصديقة للبيئة، وهو ما قاد تحولا صناعيا ضخما بالمغرب.

وأشارت الصحيفة، في مقال نشرته في عددها ليوم الخميس الماضي، إلى محطات توليد الطاقة الشمسية الأربعة التي أحدثها المغرب بمدينة ورززات ضمن مشروع “نور” ، الذي سيعمل على توليد 580 ميغاواط وإمداد مليون بيت بالكهرباء، معتبرة أن هذا المشروع يعتبر مفتاح التحول الطاقي الجديد للمغرب، الذي سوف يقلص اعتماده على البترول المستورد.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الإقتصادي بمنظمة الإقتصاد والتعاون والتنمية، خوان لغليسيا قوله إن “المغرب طور قدراته على إنتاج الطاقة المتجددة بالنظر إلى حاجته لذلك،” حيث أوضح أنه “في الماضي كان كلما ارتفعت أسعار البترول دوليا، تتضاعف معاناة المغرب مع مشاكل العجز التجاري والميزانية بسبب دعم الحكومة المغربية للطاقة، قبل أن ترفع الدعم عن القطاع مؤخرا.”

وأشار نفس المتحدث أنه بين سنتي 2000 و2010، كان المغرب لا ينتج إلا 3 بالمائة من حاجياته الطاقية عن طريق الطاقة المتجددة، “لكنه أصبح اليوم يتوفر على سابع أكبر محطة في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية.”

وأوضحت الصحيفة أنه بحلول سنة 2020، سينتج المغرب بفضل مشروع نور 42 بالمائة من حاجياته الطاقية، ليرتفع هذا الرقم في سنة 2030 إلى ما يفوق 52 بالمائة.

ويصف المسؤول الإقليمي لمجموعة أوكسفورد بيزنسن بشمال إفريقيا، جيمي بيريز سيوان دي زونزونيغوي هذا الهدف الطاقي الذي رسمه المغرب بـ “الصعب،” لكنه “غير مستحيل،” على حد تعبير جيمي بيريز.

وأوضح نفس المتحدث أن المؤهلات الطبيعية للمغرب، تخوله الوصول إلى هذا الهدف إذ أن متوسط الإشعاع الشمسي بالمغرب يتفوق على الجزائر وتونس، وفق دراسة أنجزتها للأمم المتحدة.

الطاقة المتجددة.. مفتاح التنوع الإقتصادي

وأوضحت الصحيفة أن الطاقات المتجددة تعبر أحد القطاعات التي يركز عليه المغرب بشكل كبير من أجل تنويع اقتصاده، مشيرة إلى أن الفلاحة تساهم بنسبة 15 بالمائة في الناتج الداخلي، بينما يسعى مخطط التسريع الصناعي 2014-2020 إلى رفع مساهمة قطاع الصناعة في الناتج الداخلي إلى 23 بالمائة، وخلق مليون منصب شغل عن طريق استثمار 2.2 مليار دولار في البينات التحتية، وفي دعم الشركات المغربية من أجل استقطاب الاستثمار الخارجي المباشر في التصنيع وخلق المجموعات الصناعية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولة البنك الإفريقي للتنمية بالمغرب، ليلى فرح مقدم قولها إن ” المغرب يركز على المنافسة وتموقعه في القارة الإفريقية بشكل استراتيجي، يجعله وجهة الاستثمارات القادمة من أمريكا وأوروبا وآسيا، الراغبة في الوصول إلى السوق الإفريقي.”

وأشارت المسؤولة في البنك الإفريقي للتنمية أن هناك أكثر من 135 شركة تنشط بالمغرب في مجال صناعة الطيران فقط، وتشغل أكثر من 17 ألف شخص، نصفهم نساء.

الصناعات النامية بالمغرب

وقالت صحيفة وال ستريت جورنال إن المغرب أصبح أول منتج للسيارات في القارة الإفريقية، حيث تمكن من انتزاع الصدارة القارية من جنوب إفريقيا في سنة 2017.

وأردفت الصحيفة أن قطاع تصنيع السيارات بالمغرب يشغل أكثر من 118 ألف شخص، مشيرة إلى أن هذا الرقم يرتقب أن يرتقع ليصل إلى 165 ألف شخص في سنة 2020، بافتتاح مصانع جديدة للسيارات وتوسع المصانع الموجود حاليا بالمغرب.

وأضافت الصحيفة أن المنقطة الصناعية بطنجة، حيث تتمركز معظم مصانع السيارات بالمغرب، وبالرغم من أنها تحتضن كل هذه المصانع، إلا أنها تبقى صديقة للبيئة، إذ توجد مصانع هناك بمعدل انبعاثات تقدر بـ 0، بفضل استخدام الطاقات المتجددة في الإنتاج وبفضل اعتمادها على برامج طاقية فعالة. كما أن هناك مصانع تقوم بإعادة تدوير مياهها العادمة حتى يبقى معدل تأثيرها السلبي على البيئة هو 0.

وختمت مسؤولة البنك الإفريقي للتنمية بالمغرب، ليلى فرح مقدم حديثها لصحيفة وال ستريت جورنال قائلة إن المغرب لم يصل إلى هذه النتيجة بمحض الصدفة، وإنما “عمل طوال السنوات الخمس عشرة الماضية على تهيئة بيئة أعمال مواتية”، مضيفة أن هذه البيئة المواتية للأعمال هي ما تعطيه أفضلية الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة مع الدول الأخيرى بالمنطقة.


شاهد ماذا يفعل محمد السادس كل صباح في القصر الملكي

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع