صحف عالمية : طوفان الأقصى عرى إسرائيل أمنيا وأذلها عسكريا

أخبار عربية كتب في 8 أكتوبر، 2023 - 22:30 تابعوا عبر على Aabbir
طوفان الأقصى
عبّر

عرت عملية “طوفان الأقصى”، إسرائيل وحوّلتها الى وحش أعمى، تحس بكثير من المهانة، مهانة غير مسبوقة جعلتها تحاول الاستيقاظ من صدمتها وتطلق على عملية الانتقام عبارة “السيوف الحديدية”.

صحيفة هاآرتس العبرية، سخرت بما يكفي من هذا الإسم “السيوف الحديدية”، والتي ارتأت أن أفضل اسم يمكن أن يطلقه الجيش الإسرائيلي على عملياتها الانتقامية الحالية ضد غزة هو اسم “السراويل الهابطة”..!

ليست هاآرتس وحدها من حولت إسرائيل وجيشها إلى مادة للتندر والسخرية؛ بل العالم كلها يتفكه على دولة تبيع أجهزة التجسس المتطورة ولم تتجسس على مسلحين قرب أنفها يصنعون صواريخهم في الكاراجات وأعدوا خطتهم من الألف إلى الياء كما يتفننون في صنع كعك واختاروا يوما على قدر كبير من الرمزية وهو 7 أكتوبر واقتحموا خط “بارليف” الثاني بطريقتهم الخاصة ودخلوا التاريخ من بابه العريض جدا وحولوا الجيش الذي لا يقهر إلى مسخرة.

طوفان الأقصى ضربة موجعة للمؤسسة السكرية والاستخباراتية في دولة الاحتلال

اتفقت صحيفتان بريطانية وأميركية على وصف الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة على إسرائيل -فجر السبت- بأنه يمثل “فشلا ذريعا” للمؤسسة العسكرية والأمنية وأجهزة المخابرات في دولة الاحتلال، لم يسبق أن شهد مواطنوها مثيلا له من قبل.

وبينما اعتبرت صحيفة أوبزرفر البريطانية التي تصدر كل يوم أحد عن مجموعة غارديان الإعلامية، أن الهجوم المفاجئ سيبقى ماثلا في الأذهان على أنه فشل استخباري لم يحدث على مر العصور، رأت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إسرائيل “تعرضت للإذلال والهزيمة” يوم السبت”.

وقالت إن أجهزة المراقبة الإسرائيلية المتطورة تجعل مشاهد مقاتلي حماس وهم يجوسون خلال الديار أكثر إثارة للدهشة.

ورغم أن صور آلاف الصواريخ وهي تنطلق في السماء أضحت مألوفة على مر السنين خلال المواجهات بين الطرفين حول قطاع غزة، فإن مشاهد فرق حماس القتالية وهي تجول في شوارع المستوطنات مثل سديروت، لم يشهدها معظم الإسرائيليين قبل السبت الماضي، وفق تقرير أوبزرفر.

فإذا كان الهجوم مفاجئا، فذلك لأن أجهزة المراقبة الإسرائيلية للمجتمع الفلسطيني متطورة للغاية ومنتشرة على نطاق واسع، حيث تُعد مراقبة أنشطة حماس تحديدا واحدة من أهم واجبات المؤسسة الأمنية، بحسب الصحيفة البريطانية.

وتنقل عن وشاة من وحدة الحرب السيبرانية (8200) التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية كشفهم لصحيفة غارديان ووسائل إعلام أخرى في عام 2014، أن مهمة شبكة تجنيد عملاء فلسطينيين تتمثل في تحديد المخبرين المحتملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطُلب من أعضاء الشبكة البحث عن أفراد يعانون من مشاكل مالية وصحية وأشخاص عُرضة للتحرش الجنسي من بين الفلسطينيين المسموح لهم بمغادرة قطاع غزة. واستهدفت الشبكة أيضا أسرى من الجماعات الفلسطينية المسلحة في السجون الإسرائيلية.

ومع ذلك -تقول أوبزرفر- لم تُرصد تحضيرات حماس لهجوم السبت، رغم أن إسرائيل تمتلك تكنولوجيا مراقبة هي من بين الأكثر تقدما في العالم كما تشهد على ذلك الفضائح التي طالت برامج التجسس التابعة لها والمعروفة باسم (بيغاسوس).

فشل ذريع لإسرائيل و حماس بارعة في التكتيك..

وتقر الصحيفة البريطانية أن حركة حماس باتت أكثر براعة في التكيف مع التحديات العسكرية التي تواجهها، وكثيرا ما تبذل قدرا من الجهد في تخطيطها، وفي تحديد مكامن الضعف الإسرائيلية. ولفتت إلى أن القائد السابق للبحرية الإسرائيلية، إيلي مارو، قال في بث تلفزيوني مباشر إن كل إسرائيل تتساءل: أين الجيش الإسرائيلي، وأين الشرطة والأمن؟”، واصفا عملية “طوفان الأقصى” بـالفشل الذريع لإسرائيل

وتعتقد الصحيفة أن هجوم السبت سيفرض ضغوطا على نتنياهو من اليمين المتطرف، “الذي طالما ظل يلح على شن هجوم حاسم على غزة، ربما ينتهي بإعادة احتلال القطاع بالكامل”. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الجيش وأجهزة المخابرات في إسرائيل فوجئوا بالهجوم البري والبحري والجوي الذي شنته حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، مما أثار اتهامات مريرة بعد أشهر من التحذيرات من مسؤولي الأمن بشأن تدهور قدرة البلاد على الردع.

وذكرت في تقرير من القدس أن الإسرائيليين لم يشهدوا مثل ذلك اليوم قط من قبل، مع أنهم اعتادوا على الصراع مع الفلسطينيين.

ونقلت عن كاتب العمود بصحيفة هآرتس، يوسي فيرتر، أن إسرائيل “تعرضت للإذلال والهزيمة” يوم السبت”، مضيفا أنه “حتى لو دُمِّرت غزة فإن ذلك لن يكفِّر عن أخطر فشل منذ يوم كيبور”، وهو الاسم الذي تطلقه تل أبيب على حرب 6 أكتوبر 1973 مع الجيوش العربية “التي بدأت هي الأخرى بهجوم مفاجئ”.

ووفقا لواشنطن بوست، فإن كل الدلائل تنذر بأن الحملة العسكرية ستكون طويلة ومعقدة في قطاع غزة، “وهو أحد أكثر المناطق في العالم اكتظاظا بالسكان”. ورغم أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي درجتا على استخدام تشكيلة من صواريخ “بدائية الصنع ومتطورة” تستهدف إسرائيل، فإن حجم وابل الصواريخ التي أُطلقت السبت لم يكن له مثيل من قبل، حسب تقرير الصحيفة الأميركية.

على أن الأمر “الأكثر إثارة للصدمة” هو أن المقاتلين الفلسطينيين تمكنوا -حسب تصريح الجيش- من اجتياح 22 تجمعا سكنيا في جنوب إسرائيل. وقد أثار الهجوم الأخير ذكريات مظلمة عن حرب عام 1973، مما جعل الإسرائيليين من مختلف ألوان الطيف السياسي يتساءلون كيف تسنى لمؤسستهم العسكرية أن تجد نفسها في وضع غير متوقع شل قدرتها إلى ذلك الحد، طبقا لتعبير الصحيفة.

وعزا التقرير ما حدث في جزء منه للخلاف الداخلي في ما سماه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إصلاحا قضائيا، الذي “أضعف” قدرة إسرائيل على الردع بطريقة جعلت حركة حماس “تتجرأ على شن الهجوم الأكثر دموية” من قطاع غزة.

لوموند : الحرب هدفها خلط الأوراق

تناولت الصحف الفرنسية الكبرى ما وصفته بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) من قطاع غزة على إسرائيل،  تحت اسم “طوفان الأقصى” وإن اختلفت في زاوية التعاطي معه، حيث رأت لوموند أنه يهدف إلى إعادة خلط أوراق الصراع مع إسرائيل، وتابعتها لوفيغارو في أنه يمكن أن يحبط إعادة تشكيل الشرق الأوسط المأمول، في حين اهتمت مجلة لوبس باستخلاص الدروس الأولى منه، أما ليبراسيون فعنوّنت بأنه أحدث مفاجأة مميتة في صراع لا نهاية له.

وبدأت لوموند -في مقال بقلم مراسلها المخضرم بنيامين بارت- بأن التاريخ الذي اختارته حماس لمهاجمة إسرائيل لم يكن من قبيل المصادفة، لأنه يعيد إلى المخيلة العربية، من خلال اختراق قوات حماس للسياج المحصن الذي يحيط بقطاع غزة، ما كان من عبور القوات المصرية لخط بارليف البالغ التحصين قبل 50 عاما، والذي قلب ميزان القوى الإسرائيلية العربية، وكان بمثابة صدمة في النفس الإسرائيلية.

عبّر ـ صحف

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع