شهر على الزلزال..ألم وأمل وانتفاضة ملك وشعب فماذا تحقق؟

تقارير كتب في 9 أكتوبر، 2023 - 14:03 تابعوا عبر على Aabbir
شهر على الزلزال
عبّــر

مر شهر على الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر 2023 على الساعة

الحادية عشرة و10 دقائق ليلا، وتأثرت به أكثر منطقة الحوز، مخلفا 2960 وفاة حسب

آخر إحصائيات كشفت عنها الحكومة المغربية، إلى جانب الخسائر المادية وانهيار المنازل

الطينية بعدد من الدواوير وظهور تشققات وانهيارات جزئية في جدران منازل أخرى.

 

تعليمات ملكية وزيارة للمصابين دعم نفسي ولملمة للجراح

دشن الملك حملة التضامن بترأسه لاجتماع طارئ وإعطاء التعليمات بتزويد اﻟﻣﻧﺎطق

اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب وﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن، وأمر

بفتح حساب ﺧﺎص لدى الخزينة وبنك المغرب بهدف ﺗﻠﻘﻲ المساهمات التطوعية التضامنية

للمواطنين والهيئات الخاصة والعمومية، وأعطى جلالته أوامره بتشكيل لجنة وزارية لوﺿﻊ

ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة

ﻓﻲ أسرع وقت.

وقام جلالته بزيارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، وتفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال، كما تبرع الملك محمد السادس خلال هذه الزيارة بالدم، في التفاتة تعبر عن تضامنه مع الضحايا والعائلات المكلومة.

 

الإعلام العالمي ينقل بالمباشر الأوضاع ويرصد التكافل المغربي

عمت حالة من الأسى والحزن مع بزوغ فجر اليوم الموالي، بين المغاربة من كل المدن الذين لم يستوعبوا بعد واقعة الزلزال وليلة الرعب التي عاشوها، وبين الضحايا الذين تأثروا أكثر بمنطقة الحوز، وما نقله الإعلام المغربي والأجنبي عن الأوضاع المزرية وتسجيل أرقام وفيات وحديث عن مصابين وجرحى وأُسَرٌ بل ودواوير تحت الأنقاض.

مرت الأيام الأولى ثقيلة محملة بالألم الذي يعتصر القلوب، وبأمنيات للعثور على أحياء، وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا أمام صعوبة المسالك وانقطاع الطرقات، تزامن معها سيل من الشاحنات المتجهة للمنطقة المنكوبة خففت القليلة من الحزن وجبرت بخاطر المتضررين ولو القليل.

وسلط الإعلام الأجنبي الضوء على انبهار العالم بالتضامن والتكافل المغربي والمساعدات المقدمة للمتضررين من الزلزال، والتي غطت الضروريات والحاجيات من ملابس وأكل وماء، وأغطية وخيم، وتتواصل حملات التضامن بتوفير خيم بمميزات توفر الدفئ والتهوية والحماية الجيدة من البرد وانخفاض درجة الحرارة.

 

الحج لمنطقة الحوز بأساطيل من المساعدات مع مبادرات تطوعية متفردة

انطلقت منذ الساعات الأولى عن وقوع الزلزال حملات تضامنية لجمع التبرعات من مختلف مدن ومناطق المملكة، ولبى المغاربة للنداءات التي جاءت عن طواعية وبعفوية منقطعة النظير، وتجندوا كيَدٍ واحدة لتضميد جراح ضحايا الزلزال، حددوا الأولويات والضروريات وتمركزوا بأماكن تجمع لاستقبال المساعدات ومن تم شدوا الرحال لإغاثة إخوانهم المتضررين.

ووثقت عدسات الكاميرات أسطول المساعدات والشاحنات التي انطلقت من كل ربوع المملكة محملة بالمساعدات في اتجاه منطقة الحوز، ووسط ذلك طفت على واجهة مشهد التضامن صور لرجال ونساء ساهموا في حملة التبرع بنصف ما يملكون من قوت منزلهم ومن ثيابهم ومن مدخراتهم من المؤونة اليومية لأبنائهم، كل حسب قدرته وطاقته.

كما ظهرت مبادرات شبابية حلوا بالمنطقة المنكوبة وتوجهوا للدواوير لتقديم خدماتهم ومعارفهم للساكنة، فمن الشباب من حمل خيم من القصب ومنهم من وفر الإنارة، ومنهم من حمل طعاما جاهزا بممون الحفلات، ومنهم من فكر في شراء حمير لحمل المساعدات ونقلها للدواوير البعيدة والمعزولة وكلها مبادرات أدخلت الفرحة على الساكنة المعروفة بالكرم والسخاء، وإكرام الضيف والإنفاق.

 

تفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين ومنح للأسر المتضررة

 

وأعطى الملك تعليماته لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، من خلال مبادرات استعجالية للإيواء التي تكتسي أولوية قصوى، ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والانصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي.

منح مساعدة استعجالية بقيمة 30000 درهم للأسر المعنية، وتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

 

بلدان عرضت المساعدة وانتظرت موافقة المغرب وفرنسا والجزائر حالة خاصة

تفاعلت عدد من البلدان مع الوضع الذي عاشه المغرب خلال زلزال الحوز واقترحت مساعداتها على المغرب ووافق المغرب على بعضها بالاستعانة بفرق الإنقاذ من أربع دول، ومن بين باقي الدول التي اقترحت المساعدة حاولت الجزائر ومعها فرنسا الركوب على الموجة، ومحاولة الظهور بموقف المتضامن الحقيقي والمقدم للمساعدة أمام رفض المغرب.

وجن جنون فرنسا التي واكبت إعلاميا الأوضاع في المغرب من زاوية رفضه مساعدتها المقترحة فقط دون التعامل مع الأمر بموضوعية وتتبع الأوضاع ونقلها بحيادية، فكان تركيزها ومعها الجزائر على أنهما قدما المساعدة ورفضها المغرب في الوقت الذي واصلت فيه المملكة انشغالها بالاهتمام لأوضاع مواطنينها المتضررين والمضي قدما في تفعيل التعليمات الملكية وتوفير ظروف ملائمة لسكان المناطق في أسرع وقت وبأفضل الطرق وهو الأمر الذي نجح في أقل من شهر.


صرف أولى المساعدات في أقل من شهر عن الفاجعة

تقرر البدء في ‏صرف المساعدات المالية الاستعجالية ‏المحددة في 2500 درهم شهريا لمدة سنة، لفائدة الأسر التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا، ‏وذلك ابتداء من 6 وإلى غاية‎ ‏ 16 أكتوبر الجاري.‏

وبالموازاة مع ذلك تم إطلاق عملية تأهيل الطرق وتوسعتها، حيث ستشمل هذه العملية في مرحلة أولى ‏أشغال فتح وتوسيع الطريق الرابط بين ويرغان وثلاث نيعقوب والطريق الرابط بين تيزي نتاست ‏وتفنكولت، وكذا مباشرة تقديم الدعم للفلاحين من أجل إعادة تشكيل القطيع الوطني، ودعم الشعير والأعلاف المركبة بالمناطق المتضررة‏.

 

 

شهر التحديات..النهوض من الزلزال واحتضان تظاهرات عالمية

وفي هذه الظرفية الصعبة التي مر بها المغرب والتي استطاع فيها النهوض برجالاته ونسائه المجندين وراء جلالة الملك، وفي مدة زمنية قصيرة، واصل تموقع في أهم الأحداث وسجلت خلال هذا الشهر إنجازات مهمة للمملكة المغربية أبرزها فوز ملفها المشترك مع البرتغال وإسبانيا في احتضان مونديال 2030، كما أنه حظي بشرف تنظيم كأس إفريقيا 2025.

 

كبيرة بنجبور ـ عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع