رئيس جمعية “بيلماون” لمنتقدي احتفالات “بوجلود”: “الكريساج” يوجد بجميع المهرجانات

مجتمع كتب في 8 يوليو، 2023 - 17:30 تابعوا عبر على Aabbir
بوجلود
عبّــر

وجد منظمو  طقس “بوجلود” بمدينة أكادير أنفسهم وسط موجة من الانتقادات التي طالت طريقة تنظيمهم للاحتفالات التي تُقام بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث ارتفعت المطالب بضرورة تدخل وزارة الداخلية لتنظيم وضبط الاحتفال بهذا الطقس السنوي، وذلك بعد تسجيل ما وصفوه بسلوكات مشينة وسط المحتفلين.

الاحتفالات الشعبية التي بدأت ثاني أيام عيد الأضحى بمنطقة سوس لا تزال مستمرة إلى الآن؛ حيث تعتزم جمعية “بيلماون بودماون” تنظيم  “كرنفال” غدا الأحد، وذلك لإحياء أيام الثمانينات والتسعينات.

السكسيوي مبارك، نائب رئيس جمعية “بيلماون بودماون” بالدشيرة، أكد في تصريح لموقع “عبّر.كوم” عدم وجود أية مشاكل في احتفالات “بوجلود”، وأن الهدف من تأسيس الجمعية هو استرجاع ذكريات “الكرنفال” المذكور من لباس، وديكور وعادات وغيره.

وأوضح السكسيوي مبارك، أن الجمعية إقليمية ولا علاقة بالسهرات التي تم إحياؤها أيام عيد الأضحى ، وأن جل اهتمامهم ينصب على تنظيم “الكرنفال” الذي  يعتبر “أهم بكثير من تلك السهرات التي قام بها أشخاص فرديون قبل أن يلتئموا في إطار جماعي”.

وكشف المتحدث ذاته، أن المهرجان ستتخلله لوحة فنية، وسينطلق من عمالة إنزكان حتى المجلس البلدي بالدشيرة على امتداد مسافة كليومتر ونصف، وسيرتدي فيه المشاركون الملابس المخصصة لـ”بوجلود” واعتماد ديكورات متنوعة. مشيرا إلى مشاركة 43 فريقا من مختلف مناطق المغرب، فيما يقدر عدد المشاركين ما بين 2000 و3000 مشارك.

السلوكات المشينة تتخلل جميع مهرجانات المغرب

وفي معرض رده على المطالب التي تُنادي بضبط وتنظيم الاحتفالات المصاحبة لـ”بوجلود”؛ قال مبارك إن احتفالاتهم تكون دائما محط الانتقادات، وأن المتحدثين على السلوكات المشينة من سرقة وتحرش واعتداءات جسدية يتَناسَوْن أن السرقة والاعتداءات توجد طيلة 12 شهرا وأكثر حدة من تلك التي تقع بـ”بوجلود”.

وأكد أن الفوضى توجد بمختلف الحفلات التي يتم تنظيمها على صعيد المغرب من بينها مهرجانات “موازين” و”كناوة” وغيرها ممن تشهد حالات سرقة وتحرش وما شابهه. لافتا إلى أن مختلف الاحتفلات كانت منظمة وتم تأمينها من طرف عناصر الأمن والقوات المساعدة، وأن مدينة الدشيرة لم تسجل فيها أية فوضى.

وأشار المشرف العام على “الكرنفال” إلى تعودهم على تلقي الاتهامات بوجود السرقة والاعتداءت بهذه الاحتفلات. مشددا على أن الرد على هذه الانتقادات سيكون من خلال طريقة التنظيم التي يشارك فيها أبناء الدشيرة، إضافة وجود العناصر الأمنية وسيارات الإسعاف وغيره ممن سيساهم في إنجاح هذا “الكرنفال”. منبها إلى عدم وجود أية عشوائية في التنظيم المؤطر من طرف رجال الأمن والسلطات.

دعم هزيل

وحول ما إذا كان هناك أي دعم من طرف وزارة الثقافة؛ صرّح الأب الروحي للجمعية؛ بأن الوزارة لا تقدم دعما كبيرا و مناسبا لإحياء هذا المهرجان. إذ تكتفي بمنحهم مبلغ 20 ألف درهم والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، كما أنه لا يسد الحاجيات الضرورية. وفق تعبير مبارك.

وأوضح المتحدث ذاته، أن المشاركين في المهرجان يتراوح عدهم ما بين 2000 و3000 مشارك، وعوض قيام الوزارة بتخصيص 20 أو 30 مليون سنتيم تقوم بتخصيص 20 ألف درهم، وهو المبلغ  الذي ” لا يكفي لا للنقل ولا للأكل ولا حتى للديكورات”. لافتا إلى أن عزيز أخنوش كان الوحيد الذي يقدم دعما ضخما لمنظمي “الكرنفال”، حيث قدم  سنة 2016 دعما بـ10 ملايين سنتيم وفي سنة 2017  قدم دعما بـ35 مليون سنتيم.

وذكر نائب رئيس جمعية “بيلماون بودماون”، أن أخنوش لم يعد يقدم الدعم للمهرجان وذلك بعد تدخل عدد من السياسيين ليتم حرمان المشاركين من هذا الدعم. مشيرا إلى أنه منذ سنة 2017 لم يتم تنظيم أي “كرنفال”. مُجددا التأكيد على أن الرد على الانتقادات سيكون من خلال طريقة تنظيم المهرجان الذي سيعرف مشاركة 2000 شخصا، بحضور 2 مليون شخص ممن سيستمتعون بهذه الاحتفالات.

مطالب بتنظيم الاحتفال بـ”بوجلود”

وكان النائب البرلماني، حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، قد طالب وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، باتخاذ إجراءات تنظيم هذا طقس “بوجلود” الذي تعود جذوره إلى قرون عديدة، ويعتبر تقليدا سنويا متميزا. كما طالبه باتخاذ تدابير للحد من تفشي السلوكيات المشينة المرافقة له، وكذا العمل على جعله كرنفالا وطنيا من شأنه مضاهاة كبريات الكرنفالات العالمية.

وقال النائب البرلماني، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية، حول “تفشي سلوكيات مشينة وسط المحتفلين بطقس بُجلود بأكادير الكبير”؛ إنه ” إذا كان طقس بوجلود عريقا يرافق احتفالات المغاربة بعيد الأضحى المبارك لقرون عديدة، خصوصا بقرى ومدن جهة سوس ماسة، فإنه أصبح يثير العديد من الأسئلة بخصوص آليات تنظيميه، حيث بدأ يزيغ عن مبتغاه وبدت خلال هذه الأيام معالم الأزمة واضحة على عناصره ومكوناته التي اختلت ميكانيزمات اشتغالها المعهودة”.

وأضاف أومريبط، أن الجمعيات المنظّمة لم تستطع ضبط عملية المشاركة وتحديد هوية المشاركين وتنظيم تحركاتهم وطريقة تفاعلهم مع الساكنة. لهذا ” أصبحت حركة المرور في عدد من أزقة وشوارع مدينة أكادير وإنزكان والدشيرة الجهادية شبه متوقفة، خصوصا خلال المساء. كما عانت ساكنتها من غياب السكينة والطمأنينة طيلة أيام هذه التظاهرة التي استعملت فيها مكبرات الصوت ومنبهات السيارات، وتعالت فيها ضوضاء المحركات المعدلة للدرجات النارية”.

وأوضح النائب البرلماني، أن هذه الاحتفالات رافقتها عمليات إجرامية كثيرة، كالسرقة الموصوفة والتهديد بالسلاح والاعتداءات الجسدية التي انتهى بعضها بمستعجلات مستشفى الحسن الثاني بأكادير، مما شكل عبئا إضافيا على الأطر الصحية في هذه الأيام المباركة.

 

غزلان الدحماني – عبّــر

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع