خبيرة لغوية: هناك من يَتَرَبَّحُ بلغة الضاد وهو لا يدري عنها شيئا

الأولى كتب في 18 مارس، 2019 - 10:01 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد لهميش ـ عبّــر

 

قالت ماجدولين النهيبي، أستاذة باحثة في كلية علوم التربية بالرباط، إن اللغة لا تبقى لها تلك الحمولة التواصلية فقط، بل إن لها ارتباط أيضا بالمصالح والأسواق، مؤكدة أن اللغة العربية هي لغة سوق لها مستقبل كبير ومن الخطأ الكبير أن نصرف عنها أذهاننا.

 

وأضافت النهيبي، خلال لقاء علمي نظم أول أمس السبت بمؤسسة خالد بن الوليد خصص لتقديم كتابها الجديد، تحت عنوان “دليل تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها”، -أصافت- “هذه سوق كبرى وضخمة تدر أموال طائلة على أصحابها رغم أننا كباحثين لسنا طموحين كثيرا من الناحية المادية، بقدر ما يهمنا أن نرى الأشياء كما ينبغي، وأن تكون وفق أسس علمية”.

 

 

وأكدت الخبيرة في معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، أن هناك إقبالا مهولا على تعلم اللغة العربية، حتى أن هذا الإقبال جعل العالم العربي في حيص بيص من أمره، لأننا لم نُعد لا الوسائل ولا المرجعيات الأساسية ولا اللوجستيك ولا أي شيء، مشيرة إلى أن هناك من لا علاقة لهم بالميدان وفتحوا مراكز وصاروا يدرون أموالا.

 

وحول كتابها الجديد، قالت النهيبي، إنها دخلت إلى الأقسام ورأت أهم المشاكل التي يعانيها الأساتذة، حيث يقومون بمجهودات جبارة، لكن الطلبة في كثير من الأحيان لا يصلون إلى الكفاءات المطلوبة، “إذ لو كانت هناك مرجعيات علمية وخطة لما تعب الأستاذ كل هذا التعب، واشتغل وفق هندسة، لأن إنتاج الدروس” حسبها “هندسة تراعي السياق والفروق الفردية بين المتعلمين، إذ لو وجد المدرس هذه الأمور بين يديه لَنفّذ مهامه دون أية مشكلة”.

 

 

وأردفت قائلة: “اهتمامي باللغة العربية للناطقين بغيرها أتى بسبب مهامي في الجامعة، حيث أنتقل سواء إلى العالم العربي أو لزيارة مراكز تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في إطار مشروع بأوروبا، فبدأت أدخل إلى التجارب لكنني وجدت مشاكل كثيرة، من أبرزها عدم الاستفادة من نتائج اللسانيات التطبيقية، إضافة إلى عدم الرجوع إلى الأطر المرجعية التي تم الاشتغال عليها لمدة سنوات، مع العلم أنني أدعو وما زلت أدعو إلى إطار مرجعي عربي، لأن اللغة العربية لها خصوصية لكونها ملتصقة باللهجات”.

 

وأبرزت المتحدثة ذاتها، أنه ليس هناك فرق في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها وتدريسها للناطقين بها. مثلا في المغرب “لأن عملية تعليم اللغات عموما واحدة، ترتكز على تعليم المتعلم كيف يستمع ليفهم وكيف يتحدث فيتفاعل، كيف يقرأ فيفهم وكيف يكتب ويعبر ويبدع، فإذا تحكم في هذه المهارات الأربعة فإنه يمتلك هذه اللغة”، مؤكدة أن ما ستصل إليه من نتائج حول الإطارين المرجعيين الأوربي والأمريكي الذين اشتغل عليها خبراء، ستحوله لتدريس اللغة العربية للناطقين بها.

 

وبخصوص اللغة التي يرغب الطلبة الأجانب في تعليمها، أشارت النهيبي إلى أن الأجنبي حينما يأتي لتعلم اللغة العربية، فإنه يريد أن يتعلم العربية الفصيحة ليقرأ بها الكتب ويتعلم كذلك لغة أهل البلد ليشتري عند البقال ويذهب في سيارة الأجرة، فهو بذلك يتعلم لغة البلد العربي الذي يوجد به أو الذي سيشتغل فيه بعد التكوين، فإذا كان في سوريا أو في لبنان سيتعلم الشامية، وإن كان في المغرب سيتعلم اللهجة المغربية، وفي مصر تجده يتعلم المصرية وهكذا.

 

ومن خلال تجربتها وزياراتها الميدانية لبعض المراكز في أوربا وأمريكا، لاحظت الخبيرة اللغوية أن هناك فوضى وعشوائية في طريقة الاشتغال، “حيث إن كل مركز يشتغل بمنهجه الخاص أو بدون منهج”، مشيرة إلى أن الدول الأوربية تعرف فوضى خاصة بفرنسا وبلجيكا وألمانيا، في حين أن الوضع في أمريكا منظم نسبيا بحكم اعتمادها على كتاب محمود البطل.

 

وفي السياق ذاته، قالت الأستاذة الجامعية “في أوربا يأتي شخص لا علاقة له بالميدان ويؤسس جمعية، وبحكم أن عرب المهجر لديهم طموح في أن يتعلم أبناؤهم اللغة العربية، لكنهم يجدون أن الجمعية شيعية أو وهابية، وبذلك يعود الأطفال إلى منازلهم بأفكار غريبة، وخاصة نحن المغاربة لا نحب أن يتأثر أطفالنا بأفكار تجعلهم يشكون في بعض الثوابت كالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وإمارة المؤمنين وغيرها”.

 

ومن ناحية أخرى، ذكرت النهيبي، عضوة الشبكة الأوربية لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، أن هذه الشبكة تحاول في كل سنة أن تنظم مؤتمرا في بلد معين، وتركز فيه على تكوين المدرسين، “لأنه في أوروبا يمكن أن تجد من يتكلم العربية معلما للغة العربية دون أن يتلقى تكوينا، مع العلم بأن التعليم شيء آخر يتطلب التكوين والتخطيط والتقويم. وهو أمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض”، وفق تعبيرها.

 

كما أشارت إلى أن مركز “قلم ولوح” بالرباط الذي تشرف فيه على تدريب أساتذة اللغة العربية للناطقين بغيرها، في دورته الرابعة، حيث بلغ عدد الأساتذة الذين تلقوا تكوينا في المركز حوالي 90 أستاذا، منهم من يشتغل في المغرب ومنهم من انتقل إلى دول الخليج أو يدرس بأوروبا.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع