جماعة بوكو خرافة…والتغريد خارج السرب

الأولى كتب في 30 يوليو، 2019 - 13:19 تابعوا عبر على Aabbir
العدل والإحسان
عبّر

محمد بن حساين_عبّر 

 

 

هل تريد جماعة العدل والإحسان نظاما سياسيا دكتاتوريا، خاضعا لسلطة الفرد الواحد تختزل فيه جميع مكونات الأمة، هذا ما نظر له مؤسسها ومنظرها الوحيد والأوحد، الأستاذ عبد السلام ياسين، رحمه الله، عندما اختزل مسيرة الإصلاح في شخص واحد، واعتبر أن صلاح القيادة يؤدي بالضرورة إلى صلاح جميع مكونات الدولة ومؤسساتها، ضاربا المثل بالخليفة الخامس، عمر بن عبد العزيز، ونسي الأستاذ العلامة البحر الفهامة العارف بالله النحرير، عبد السلام ياسين، أن عمر بن عبد العزيز مات مسموما من أقرب الناس إليه، وهذه وحدها علة كافية لنسف نظرية، جماعة العدل والإحسان و شيخها ياسين، خاصة وأن هذه الجماعة تقدم نفسها على أنها المنقذ من الضلال والحل لجميع مشاكل البلاد والعباد دون أن تقدم على ذلك برهان أو دليل.

 

 

علة الحديث في هذا الموضوع، هو عدد من التدوينات التي خطتها بعض قيادات هذه الجماعة التي ألفت التغريد خارج الإجماع الوطني، بمناسبة الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، في ذكرى عيد العرش.

 

 

تدوينات كشفت عمق الأزمة التي تعاني منها ذهنية جماعة العدل و الإحسان، وأكدت الالتباس الواضح الذي تعانيه على مستوى الفكر، تماما كما هو الحال على مستوى العقيدة والسلوك.

 

 

فقيادات العدل والإحسان التي نهلت كثيرا من معين شيخها عبد السلام ياسين، ربما لا تعلم أو أنها تعلم أن ما تتفوه به ما هو إلا تنظير لحكم دكتاتوري استبدادي، لم يعرفه المغاربة طيلة تاريخهم المديد، وأن ما تخطه أيديهم هو نظرة نكوصية للوقائع والأحداث التاريخية، حيث أن كل المجتمعات تخلصت و تحاول التخلص من هذه الآفة، آفة سلطة الفرد الواحد الذي يتحكم في كل مقدرات البلاد والعباد.

 

 

قيادات الجماعة المذكورة لم يعجبها ما ورد في الخطاب، من تجريح وتوضيح للنواقص التي تعاني منها البلاد، والحلول التي طرحها الملك و الدعوات التي أطلقها للمكونات السياسية والمدنية لتصحيح الإختلالات، بما تقتضيه المبادئ الديمقراطية التي ترسخت وتترسخ بشكل مضطرد، جعل من النظام المغربي، نموذجا يحتدي به بين أنظمة العالم الحديث، فهذه الجماعة وقيادتها تريد أن يتحمل الملك جميع المسؤوليات كفاعل واحد ووحيد داخل الساحة، و هو أمر ينم عن جهل عميق ومركب في  تصور أمور الحكم، و إلا ما حاجتنا إلى الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية والأهلية، و لمنظمات ومراكز الدراسة والبحث، والمجالس الاستشراية، وكل هذه المؤسسات هي شريك أساسي في تدبير أمور الشأن العام للبلاد والعباد في مغربنا الحبيب، و إذا كان هناك من خلل أو تقصير فإن الجميع يتحمل مسؤولياته كل من موقعه.

 

 

فهل تريد منا جماعة العدل والإحسان وقيادتها التي تعيش خارج السياق، أن نعود إلى العيش تحت السلطة المطلقة للفرد الواحد، تماما كما كان يقول منظرها ومؤسسها، وهل هذا هو المستقبل التي تعد به هذه الجماعة المغاربة، مستقبل أساسه التسلط والتحكم برقاب الناس بالأهواء الفردية المريضة المتعطشة للسلطة و للكرسي.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع