جدل استخدام جوزة الطيب في سلو بين المغربيات يعود للواجهة مع اقتراب شهر رمضان

مجتمع كتب في 29 فبراير، 2024 - 13:00 تابعوا عبر على Aabbir
جوزة الطيب بسلو
عبّــر

مع اقتراب شهر رمضان الكريم تطفو على واجهة المشهد أسئلة كثيرة حول إدخال بعض النكهات والتوابل في إعداد أكلات خاصة بالشهر الفضيل، وتهيئ المغربيات لهذه المناسبة ما يعرف بسلو أو السفوف أو الزميتة والذي تختلف تسميته حسب المناطق.

 

واعتادت المغربيات في القديم خلط مكونات عدة لإعداد الأكلة وتنسيمها ببعض المنكهات مثل جوزة الطيب أو ما يطلق عليه بالعامية المغربية بالكوزة، غير أنه في السنوات الأخيرة انتبه البعض لبعض النصوص الدينية التي تحرم استعمال المادة في الأكل، استنادا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “ما أسكر كثيره فقليله حرام”، وهو الأمر الذي بدأت تأخذ به عدد من الأمهات التي تتجنب استعمال الكوزة في سلو أو حتى في تحضير بعض الأكلات كالدجاج أو البيشاميل
أو غيرها من الأكلات بصفة عامة.

 

ولطالما كانت جوزة الطيب حاضرة في مكونات سلو التقليدي المتكون من سمسم ولوز وفلفل سوداني وجوزة الطيب ودقيق محمص واليانسون والبسباس وسكر وقرفة، حيث تخلط المكونات بعد تنظيفها وتحميصها وطحنها بزيت مطهي وزبدة، وتجمع على شكل عجينة وتوضع في طبق التقديم الذي يكون حاضرا في كل مائدة إفطار رمضانية مغربية، غير أنه اليوم بات التدقيق أكثر في المكونات وكميتها وجواز استعمالها من عدمه.

 

واختلف علماء الدين والأئمة حول جواز استعمال جوزة الطيب في الطعام  فمنهم من يأخذ بالتحريم قطعا استندا لحديث الرسول ومنهم من يبيح الاستعمال بشرط الأخذ بالقدر الضئيل الذى لا يترتب عليه شيء مما نهى عنه الشرع.

 

ومن بين بعض الأعراض الجانبية التي يمكن أن تترتب عن الإفراط في استهلاك جوزة الطيب أو الإكثار منها في الوصفات، الهلوسة، النعاس، الدوخة،الفم الجاف، الارتباك، التشنجات…،غير أن المغربيات قديما كن أكثر وعيا بهذا الأمر فلا يتجاوز استعمال جوزة الطيب على كمية قليلة جدا ليبقى الهدف منها تحسين المذاق فقط، وتقديم أكلة غنية مفيدة ومشبعة يتستفيد منها الجسم طيلة نهار رمضان، وتمنحه الطاقة الكافية لبذل جهد دون الشعور بالجوع والعطش.

 

وخلال السنوات الأخيرة بات الاهتمام بمحتويات الأكل ومكوناته أكثر من السابق حيث تميل اليوم أغلب الأمهات المغربيات إلى ما هو صحي وما من شأنه أن يفيد ويغذي دون الإضرار بصحتها وصحة أبنائها وأسرتها، فغيرن من مقومات سلو في بعض تركيبته، وفي طريقة إعداده، وأصبح الإقبال على نوع معين من الدقيق، وبات الاعتماد على التحميص بالفرن أكثر من القلي في الزيت، وتعويض الأخيرة في خلط المكونات بالعسل وغيرها من التعديلات التي تتماشى مع تغير البنية الجسمة للأشخاص ومع تأثير الأطعمة المستهلكة غير الصحية على الجهاز الهضمي، تداركا لأضرار العادات الغذائية السيئة المكتسبة بالنظر لتغير الشروط الاجتماعية كالعمل التي تستوجب التواجد خارج المنزل طيلة اليوم، واستهلاك الوجبات السريعة اضطراريا أحيانا لسد الجوع وغيرها من الأمور التي غيرت نمط العيش ومعه طريقة استهلاكنا للطعام.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع