حذر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من وقوع فواجع في صفوف الدكاترة المضربين عن الطعام، والذين تدهورت صحتهم جراء الاعتصام ومكرعة الأمعاء الخاوية التي دخلوها، احتجاجا على تجاهل مطالبهم.
وأعرب المكتب المركزي للجمعية الحقوقية، في بلاغ له يتوفر موقع “عبّـر.كوم”، على نسخة منه، عن قلقه الشديد من تداعيات الاعتصام المصحوب بإضراب مفتوح عن الطعام، الذي يخوضه 11 دكتورا ودكتورة في إطار تنسيقية الدكاترة المعطلين، وذلك منذ 25 يوليوز الماضي.
وأوضح البلاغ، أن هذا الاعتصام والإضراب عن الطعام، “بدأ بمقر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة تمارة، ويستمر بمقر حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بحي يعقوب المنصور بالرباط، تحت شعار: “الكرامة أو الاستشهاد”، في إبان شهر غشت الحار والذي يذكرنا بفواجع شهداء الإضرابات عن الطعام بوطننا”.
وأشار المكتب، أنه وقف على الحالة الصحية للمضربين والمضربات عن الطعام ” والتي هي في تدهور مستمر وقد تنبئ بفواجع في الأيام القادمة، إذا ما استمر المسؤولون في صم الآذان وتجاهل هذا الملف المؤرق ونهج سياسة اللامبالاة؛ بعد أن تم نقل 15 حالة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. ومن بينها حالات حرجة تعاني من أمراض مزمنة تم نقلها للمستشفى أكثر من مرة. علما أن بعض المضربين رفضوا نقلهم إلى المستشفى على الرغم من تدهور حالاتهم الصحية”.
وتأتي هذه الخطوة النضالية التصعيدية، يوضح البلاغ، بعدما “استنفدت التنسيقية كل الأشكال الاحتجاجية والنضالية، من اعتصامات مفتوحة وإضراب إنذاري أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وأمام مبنى البرلمان لأزيد من 4 سنوات، ومراسلة جميع القطاعات الحكومية ومؤسسة الوسيط، من أجل المطالبة بحق فئة الدكاترة المعطلين الدستوري في الشغل، على غرار المجموعات السابقة التي استفادت من التوظيف في القطاعات العمومية”.
وبحسب الهيئة الحقوقية، فإن ” المباريات التي تعلن عنها القطاعات الوزارية تشوبها مجموعة من الخروقات التي أصبح يعرفها الجميع، بسبب الفساد والزبونية والمحسوبية، رغم الخصاص المهول في الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث العلمي وضعف التأطير في صفوف الطلبة، مع سيادة الاكتظاظ داخل المدرجات”.
ويتمثل مطلب تنسيقية الدكاترة المعطلين بالمغرب، وفق المصدر ذاته، في “التوظيف في الجامعات المغربية ومراكز البحث العلمي وجميع أسلاك الوظيفة العمومية، بما يتناسب وشهادة الدكتوراه والتخصصات المحصل عليها في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والتقنية؛ وذلك إسوة بالمجموعات السابقة التي تم إدماجها في أسلاك الوظيفة العمومية”.
وذكر البلاغ أن ” يوم الثلاثاء 08 غشت 2023، وهو اليوم 15 من الإضراب المفتوح عن الطعام، وحالة المضربين والمضربات في تدهور مستمر، خاضت تنسيقية الدكاترة المعطلين بالموازاة مع هذا الإضراب المفتوح عن الطعام وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر ولاية الجهة بالرباط، جوبهت بالقمع والضرب المبرح في صفوف الدكاترة، أدت إلى إغماءات نقلت من خلالها دكتورة إلى مستشفى مولاي يوسف وأصيب على إثرها مجموعة منهم/هن بإصابات بليغة في مناطق حساسة من الجسم”.
واعتبر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الحق في الشغل اللائق ومبدأ تكافؤ الفرص هو حق مشروع ودستوري، وجب على الدولة احترامه وتوفيره لجميع المواطنين والمواطنات. مؤكدا على أن الحق في الحياة هو حق مقدس بنص الدستور والمواثيق الدولية يجب على الدولة صونه.
وجمّل مكتب الجمعية، الحكومة المسؤولية كاملة في الحفاظ على هذا الحق بالنسبة للمضربين/ات عن الطعام. مُستنكرا “ما تعرض له الدكاترة المحتجون/ات سلميا أمام مقر ولاية الجهة بالرباط، من ضرب ورفس وسحل”. مذكّرا السلطات بأن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع.
واستهجن المصدر ذاته، اللامبالاة التي تسلكها السلطات في هذا الملف المؤرق، وما يمكن أن يترتب عن الإضراب المفتوح للدكاترة المعطلين بدون أن تفتح حوارا مسؤولا مع المضربين/ات. مُطالبا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وكل القطاعات الحكومية إلى العمل على الاستجابة لمطالب هذه الفئة من المواطنين/ات وإدماجهم/ن في أسلاك الوظيفة العمومية.
ودعت الهيئة الحقوقية، المسؤولين إلى مباشرة حوار فوري مع المضربين/ات قبل فوات الأوان. معلنة دعمها المبدئي ووقوفها مع تنسيقية الدكاترة المعطلين بالمغرب، حتى تحقيق مطالبهم المشروعة. وفق البلاغ ذاته.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع