بودن: عدم مشاركة المغرب التصويت بالأمم المتحدة تكريس لمبدئية موقفه المتعلق بالوحدة الترابية الوطنية للدول
ولد بن موح-عبّر
أكد الأكاديمي والمحلل السياسي، محمد بودن، أن قرار عدم مشاركة المغرب في جلسة التصويت بخصوص الوضع بين روسيا و أوكرانيا، هو تكريس لمبدئية الموقف المغربي بخصوص الوحدة الترابية الوطنية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتفضيله الدائم، للحلول السلمية، علاوة كونها تركز على أداء دور ايجابي و بناء في المجتمع الدولي بالمرونة الدبلوماسية المطلوبة.
وشدد، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، في تصريح لعبّركوم، أن الموقف المغربي يمكن تفسيره وفق لمجوعة من المحددات، وهي: أن الموقف المغربي يمنح مساحة كافية للتحرك و حماية المصالح السيادية الوطنية و تكريس استقلالية القرار الوطني فضلا عن ضمان التفاوض و التوافق و الحوار مع مختلف الإطراف في ظل بيئة دولية تتزايد فيها حدة الاستقطاب.
كما أن هذا الموقف، يضيف بودن، لا يعني الضغط على زر معين فقط في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بل يمثل مضمونا واضحا ومكثفا بالدلالات خاصة تلك المتعلقة بملف الصحراء المغربية.
وأردف، المتحدث، أن الموقف المغربي أيضا، هو خطوة دبلوماسية تنتصر لميثاق الأمم المتحدة و قواعد القانون الدولي و تتجنب إضفاء الشرعية أو نزعها عن أي طرف رغم رفضها لتداعيات الأزمة بين البلدين خاصة على المستوىين الأمني و الإنساني والتأثيرات الذي لحقت مجموع المنطقة المتاخمة للبحر الأسود و بحر البلطيق.
كما شدد الأكاديمي المغرب، في إطار تلك المحددات، على أن خيار عدم المشاركة في جلسة التصويت، يعبر عن بعد نظر و هو ليس خيار نادر الحدوث أمميا بل أن إحصائيات أممية تؤكد أن من أصل 100 تصويت في المنظومة الأممية يمكن انتظار 11 حالة لعدم المشاركة في عملية التصويت و جلسة النظر في الأزمة الروسية الأوكرانية شهدت عدم مشاركة 14 بلدا بما فيها المغرب وكل بلد له قصده من القرار.
وختم الأكاديمي المغربي، حديثه بالقول، إن المغرب تاريخيا كان يميل إلى عدم الانحياز لما يشتد الصراع بين القوى الكبرى متبعا معايير جيو استراتيجية و اقتصادية في اتخاذه لقراراته ولذلك فقرار المملكة المغربية جاء كمسألة مبدأ في وفاء كامل لقناعاتها و احترام لشركائها من القوى الكبرى و احتكام للشرعية الدولية.
اترك هنا تعليقك على الموضوع