قال المحلل السياسي، محمد بودن، إن قرار إسرائيل بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ودراسة فتح قنصلية في مدينة الداخلة؛ ينسجم مع تطلعات المغرب ويلبيها. كما أنه موقف يندرج في إطار الواقعية السياسية وحماية المصالح الوطنية.
وأوضح بودن، في تصريح لموقع “عبّــر.كوم”، أن هذا الاعتراف يجيب بشكل واضح عن طموح المغرب بخصوص شركائه لمّا قال جلالة الملك محمد السادس إن الصحراء المغربية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى صدق الصداقات وجودة الشراكات.
وبالتالي، يضيف المحلل السياسي، أن هذا تجسيد عملي لدينامية العلاقات بين البلدين منذ توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، إلى جانب حصول طفرة على مستوى تبادل الزيارات بين المسؤولين، وأيضا التبادل على المستوى التجاري والسياحي ،والدفاعي الأمني، والاقتصادي والثقافي كذلك؛ ما يعني أن هذا تتويج لهذه المرحلة الجديدة من العلاقات بين الطرفين والمغرب.
وينطلق ذلك، وفق تعبير بودن، من حماية مصالح المغرب السيادية “وهذا تفكير برغماتي واقعي في العلاقات الدولية، فيمكننا اليوم أن نتحدث عن أرباح سيجنيها المغرب من اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه ،خاصة فيما يتعلق بتعبئة إسرائيل بعلاقاتها من أجل السير على خطاها فيما يتعلق بقرار الاعتراف”.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن إسرائيل لديها شبكة علاقات عل مستوى إفريقيا وأوروبا، وأمريكا وكذا لها جماعات ضاغطة في عدد من المجتمعات بالعالم، وهو ما يعتبر مفيدا جدا على المستوى الواقعية السياسية في العلاقات الدولية.
وأشار بودن، إلى أن قيام إسرائيل بشرح موقفها بخصوص سيادة المغرب على صحرائه في المجتمع الدولي وترويج موقفها لدى المنظمات الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة خاصة التي تربطها بها علاقات؛ يعكس على أن “هذا امتداد للدينامية الدولية لدعم سيادة المغرب على صحرائه، وبالتالي فإن هذا التراكم سيزيد من تبني الأطراف الدولية لمواقف بناءة بخصوص مغربية الصحراء”.
وحول ما إذا كان اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء هو إجراء استباقي من أجل استضافة المغرب لقمة النقب الثانية؛ قال بودن، بأنه معطى أساسي لأن هناك طموحا بعقد قمة النقب في أفق الدخول السياسي القادم، وهو الأمر الذي تناوله وزير الخارجية، ناصر بوريطة.
وأكد أن الأمر أعمق من تنظيم قمم أو مناسبات؛ بل هو يندرج في إطار استراتيجية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشريك بحجم المغرب. وفق بودن الذي شدد على أن ذلك دليل على أن ” المغرب له تأثير في المجتمع الدولي وقد حصل على ما يريد، وبالنسبة لإسرائيل، فأتصور بأن علاقتها مع المغرب ووفائها بالتزامتها تجاه المغرب؛ أكيد بأنه قد يغري أطرافا دولية خاصة عربية وإسلامية على خطوات التقارب أو استئناف العلاقات مع إسرائيل”.
وكان جلالة الملك محمد السادس، قد توصل برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، والتي أعلن من خلالها اعتراف بلاده بسيادة المغرب على صحرائه.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسـرائيلية ذات الصلة. وأنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.
وأضاف نتنياهو، في رسالته، أن إسـرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع