كمال الكبداني ـ عبّر
لعل الخاصية المشتركة بين أغلب وزراء حكومة العثماني وحتى سابقتها هي المراوغة بدل الجواب المفيد المقتضب والوجيه، فبدل الرد عن المشكل المطروح لا بد لهم من التمويه واللعب في العتمة والخروج عن الموضوع واعتماد التشبيه في غير محله، من منطلق التبرير البعيد عن المنطق.
وهذا ما فعله وزير الوظيفة العمومية عندما رد عن إشكالية مجانية الدفاع وامتعض في وجه المطالبين والمصرين على المجانية ملوحا بعبارة أن المغاربة يصرفون 300 درهم في شرب “البيرة” وتدخين السجائر، وكأن الوزير بعيد كل البعد عن واقعنا الذي يقدم للموظف راتبا لا يتجاوز سقف 3000 درهم في أحسن الأحوال.
فبمنطق الوزير بنعبد القادر فإن المواطن المغربي يصرف مبلغ 9000 درهم على الخمر والسجائر، ناهيك عن مصاريف أخرى من الأكل والمشرب والملبس، ومصاريف ومتطلبات الحياة اليومية، وبمجمل المصاريف سيرتفع السقف إلى ما يناهز 15000 درهم وأكثر وعندها سند أنفسنا أمام منطق راتب وزير وليس مواطن عادي، لنعود بالقول أن بنعبد القادر فقد الرشد عند عتبة المشروبات الروحية، فكان الأجدر به قول خير أو يسكت بدل أن يخرج إلينا بمبلغ عن مصاريف المواطن المغربي التي تصرف في الخمر والسجائر.
اترك هنا تعليقك على الموضوع