فجرت تقارير صحفية إسرائيلية مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشفت أن 12 بلدا أوروبيا يستخدم برنامج التجسس المعروف باسم “بيغاسوس” الخاص باختراق أجهزة التواصل الالكترونية والتجسس على أصحابها.
وقالت صحيفة “هآريتس” الإسرائيلية في تقرير لها، أن شركة “NSO” الإسرائيلية التي تقف وراء إنشاء برنامج “بيغاسوس”، كشفت للجنة الأوروبية التي تم تشكيلها العام الماضي للتحقيق في الاستعمالات غير القانونية لهذا البرنامج السيبراني، أن لديها حاليا 12 عقدا مع أطراف أوروبية تستخدم هذا البرنامج، وأن 14 بلدان أوروبيا سبق أن تعاملوا مع هذه الشركة الإسرائيلية.
ووفق “هآريتس”، فقد رفضت شركة “NSO” الإسرائيلية كشف البلدان الإثنى عشر الأوروبية التي لها عقود معها حاليا تماشيا مع اتفاق السرية بينها وبين زبنائها، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأربعة دول إثنان منهما هما بولندا وهنغاريا، اللتان أوقفت الشركة التعامل معهما بعدما وضعتهما وزارة الدفاع الإسرائيلية ضمن لائحة البلدان التي لا تسمح إسرائيل ببيع برامج إلكترونية للتجسس إليهما العام الماضي.
وبخصوص البلدان الآخران، فالأمر يتعلق هولندا وإسبانيا، هذه الأخيرة التي كانت إسرائيل على وشك إدراجها ضمن لائحة البلدان التي لا تسمح ببيعها “بيغاسوس” بعد تورطها في التجسس على شخصيات سياسية كتالونية، قبل أن تعدل عن ذلك نظير تعهد مدريد باستخدام البرنامج بطرق قانونية.
وبحسب تقرير “هاريتس”، فقد استخدمت هولندا “بيغاسوس” في الإطاحة برئيس عصابة إجرامية خطيرة، يدعى رضوان التاغي ذو الأصول المغربية، والمتورط في قضايا إجرامية تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات وارتكاب 10 جرائم قتل على الأقل.
وكشفت “هاريتس”، أن هناك العديد من الشركات المنافسة في أوروبا التي تقدم برامج للتجسس شبيهة بـ”بيغاسوس”، ضاربة المثال ببرنامج يُدعى “بريدايتور” تستخدمه اليونان، وهو برنامج تابع لشركة “ستروكس” الموجودة في مقدونيا، وبرنامج آخر يدعى “Subzero” تقف وراءه شركة نمساوية، وعدد آخر من برامج التجسس التابعة لشركات أوروبية عديدة.
ونقلت “هاريتس” عن واحدة من أعضاء لجنة التحقيق الأوروبية حول برنامج “بيغاسو” قولها، أن هناك سوقا ضخمة لبرامج التجسس التجارية، مادام لدى شركة واحدة فقط 14 دولة كعملاء.
بقيت الإشارة إلى أن أطراف أوروبية عدة سبق واتهمت المغرب بالضلوع في العديد من عمليات التجسس ببرنامج “بيغاسوس” باستهداف عدد من المسؤولين والشخصيات الأوروبية في العام الماضي، دون تقديم أدلة تثبت ادعاءاتها، في الوقت الذي يوجد فيه 12 بلدا في أوروبا بستخدم برنامج شركة “NSO” الإسرائيلية.
زربي مراد ـ عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع