عادت أسعار المحروقات في المغرب لتشهد ارتفاعات مرة أخرى بعد الأزمة السابقة التي شهدها القطاع؛ حيث سجلت أسعار البنزين والغازوال زيادات متتالية لأربع مرات خلال شهر غشت الحالي.
وقد خلفت هذه الزيادات موجة استياء عارمة في صفوف المواطنين والنقابيين والمهنيين وغيرهم ممن اعتبروا هذه الارتفاعات غير مبررة والتي تنعكس بدورها على أسعار السلع والخدمات الأساسية، وبالتالي تضرر القدرة الشرائية للمغاربة التي أنهكتها الزيادات في أسعار المواد الأساسية والغذائية.
وأرجع نقابيون السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المحروقات، لقرارات حكومة العدالة والتنمية والتي شهدت فترة تولي الحزب الرئاسة تحرير أسعار المحروقات، وهو ما جرّ على رفاق بنكيران انتقادات واسعة على خلفية تنديدهم بارتفاع أثمنة هذه المادة الحيوية.
وفي هذا الصدد، قال الحسين اليماني الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لموقع “عبّـر.كوم“، إنها ” قمة النفاق والكذب، حينما نسمع حزب العدالة والتنمية أو نقابته أو شبيبته أو المنتسبون إليهم، ينتقذون ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب”.
وأضاف اليماني، أنه الأولى بهم وبزعيمهم في إشارة إلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ” تقديم النقذ الذاتي علنا أمام المغاربة والمطالبة بالوضوح والبساطة التامة، بإلغاء قرار حكومة بنكيران في حذف الدعم عن المحروقات وتحرير أسعارها”.
وأكد الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، أنه ” لا يمكن قتل الميت والبكاء في جنازته، ولا يمكن الاستخفاف بذكاء المغاربة، فقليلا من الحياء والحشمة”.
وسبق للنقابي أن اقترح مجموعة من الإجراءات التي وجب العمل بها للحد من غلاء أسعار المحروقات، والتي يأتي في مقدمتها إحياء تكرير البترول بمصفاة شركة سامير والرفع من المخزونات الوطنية، ذلك أن البترول أصبح عاملا من عوامل الزيادة في الأسعار.
كما يجب إعادة النظر في قضية الضريبة وأرباح الفاعلين، يضيف اليماني، الذي سجل أن مجموعة من الفاعلين كانوا مستثمرين في قطاعات أخرى كالبناء والفندقة والسياحة أصبحوا اليوم يستثمرون في قطاع المحروقات لأنه توجد فيه أرباح كثيرة”.
واقترح النقابي أيضا، التخفيض من الضرائب أو حذفها مع حمل المتهربين من الضريبة على أذاء ما بذمتهم. إضافة إلى تكسير جسور التفاهم والتوافق الضمني والصريح حول أسعار المحروقات وتفعيل الدور الزجري لمجلس المنافسة. وكذا وضع آليات لدعم أسعار المحروقات في حال قفزها فوق طاقة المستهلكين الكبار والصغار وخصوصا المهنيين في النقل.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع