في الوقت الذي تنتصر فيه الدول للغاتها الرسمية وتعتبرها ضمن سيادتها، وفي في انتهاك لإرادة الشعب وتنازل عن سيادة الدولة ومخالفة صريحة لـ الدستور والقرارات القضائية التي تعتبر استعمال لغة غير العربية غير مشروع، لم يجد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، حرجا في استخدام اللغة الفرنسية وتفضيلها على العربية التي تبقى اللغة الرسمية في المغرب دستوريا وفعليا.
ميراوي، وتزامنا مع الحملة المسعورة التي تشنها الدولة العميقة الفرنسية ذات النزعة الاستعمارية على المغرب، ومواصلتها استهدافه بمناوراتها الخبيثة داخل البرلمان الأوروبي، في محاولة يائسة لإعادته إلى بيت الطاعة، لم تعل وجهه حمرة الخجل وهو يقدم عرضه أمام المجلس الأعلى للتربية والتكوين باللغة الفرنسية.
والأدهى والأنكى من ذلك، وبحسب ما أكدته تقارير إعلامية، فالوزير المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، قد عرضه داخل مؤسسة دستورية باللغة الفرنسية، ضاربا عرض الحائط بمجموعة من المنشورات التي تنص على احترام اللغة العربية، ضمنها منشور رئيس الحكومة رقم 16.2018، الذي يُلزم الإدارات العمومية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية، بجميع مرافقها، باستعمال اللغة العربية أو الأمازيغية، أو هما معا، في جميع تصرفاتها ومراسلاتها وقراراتها وعقودها وسائر وثائقها الإدارية الموجهة للعموم، مع استعمال اللغة الأجنبية في حال تعلق الأمر بمخاطبة جهات أجنبية.
والغريب بحسب ذات المصادر، فإن كل التدخلات والكلمات والعروض سواء من طرف الحبيب المالكي، رئيس المجلس، أو وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، كانت بالعربية، في حين شكل وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، الاستثناء بتفضيله التحدث بالفرنسية بالرغم من أنه أعد العرض الذي وزع على أعضاء المجلس باللغة العربية.
ووجد ميراوي نفسه وسط عاصفة من الانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر النشطاء المغاربة عن غضبهم من تقديم عرضه في مجلس دستوري باللغة الفرنسية، في خرق سافر للقانون والدستور المغربيين.
وتساءل كثيرون باستغراب كيف لوزير مغربي يخاطب وزراء ومسؤولين مغاربة في بلد لغته الرسمية هي اللغة العربية، أن يختار التحدث بلغة المستعمر تزامنا مع شن الأخير لحرب بلا هوادة على المغرب.
ودعا كثيرون ميراوي ومن على شاكلته إلى الاقتداء بحارس المنتخب الوطني المغربي، ياسين بونو، الذي يرفض التحدث بغير العربية في المؤتمرات والندوات الصحفية مع أنه يجيد الانجليزية والإسبانية والفرنسية.
زربي مراد – عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع