لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل هجماتها وغاراتها العسكرية ضد قطاع غزة، حيث أوقعت مئات الشهداء الجدد، ودمرت الكثير من الوحدات السكنية، على الرغم من الدعوات بالتوصل إلى هدنة إنسانية.
ردة فعل الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد إسرائيل؛ لم تتوقف عند حدود الرد على العملية لحظتها بل تجازوه إلى حد شن غارات متتالية أسقطت المئات من الشهداء الفلسطينيين منذ الـ7 من أكتوبر الجاري.
ولم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن قتل سكان غزة وتدمير المباني والمستشفيات والمساجد وغيره، بل تواصل الغارات الجوية إلقاء الأطنان من المتفجرات على أحياء في غزة وشمالها، بهدف ترحيل السكان قسرا، ناهيك عن قطع الكهرباء والماء عنهم، وهو ما يرفضه الغزّيون الذين يتشبثون بأرضهم ويرفضون تهجيرهم.
وفي وقت طالب فيه كثيرون بوقف الحرب التي راح ضحيتها المئات من الشهداء الفلسطينيين أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ؛ تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي التصعيد من هجماتها على قطاع غزة بدعوى القضاء على مقاتلي حركة حماس.
المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، قال إنه واهم من يعتقد أن ما يجري في فلسطين حرب. مؤكد أنها خلطة يهودية خاصة؛ جمعت بين العدوان والحقد والانتقام.
وأضاف الكنبوري، في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك”: “هذه أول مرة في تاريخهم يستفردون بشعب ويحاصرونه لقتله؛ بعد منع الماء والكهرباء والغذاء والدواء. لم يسبق لليهود أن حاصروا شعبا؛ بل كانوا دائما هم الذين يخضعون للحصار بسبب خبثهم ومكرهم وكيدهم للبشر”.
وتابع المحلل السياسي:” حاصرهم البابليون؛ وحاصرهم المسلمون مرات في خيبر وبني قريظة وبني قينفاع وبني النضير؛ وحاصرهم الروس والألمان؛ وحاصرتهم أمريكا نفسها التي تدعمهم اليوم. نعم؛ أمريكا لا ترغب فيهم لكنها تدعمهم ليبقوا بعيدين. عام 1924 عندما كانوا يعانون من معاداة السامية في أوروبا كلها وضعت أمريكا قانونا يمنعهم من دخولها”.
وأشار الكنبوري إلى أن ” الغرب كله يدعم إسرائيل؛ ولكن هل يقبل غدا إذا خرجوا من فلسطين أن يستقبل اليهود؟ مستحيل. ألف ألف مستحيل. هم أيضا يعرفون هذا؛ يعرفون أن الغرب لا يريدهم؛ وأن وجودهم في فلسطين هو آخر فرصة؛ لذلك يعضون عليها بالأسنان؛ ويحركون جميع الدول؛ ويستعملون كل الإمكانيات لديهم؛ التآمر والمال والسحر والضغط والتخابر”.
ولفتت المحلل السياسي إلى أن اليهود ” اليوم هم يشعرون بالعزة لأنهم يحاصرون شعبا أعزل؛ يشعرون بلذة القتل ويفرحون لموت الأطفال. لا يوجد جنس بشري غيرهم يحب أن يرى رؤوس الأطفال مقطوعة؛ والجثت مرمية؛ والدماء تسيل؛ والخراب في كل مكان”.
وأشار الكنبوري إلى أنه من أراد أن يفهم كلامه ” فليسأل نفسه التي بين ضلوعه: لماذا يريدون طرد النصارى من القدس؟ المسيحيون ساعدوهم في بناء دولتهم؛ والفاتيكان معهم؛ فلماذا يريدون القدس لهم وحدهم؟”.
ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إن 704 فلسطينيين استشهدوا في 47 “مجزرة” ارتكبتها إسرائيل خلال الساعات الأخيرة في قطاع غزة.
وبحسب الوزارة، ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 5791 منذ السابع من الشهر الجاري من بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا.
وأعلنت وزارة الصحة عن “انهيار” المنظومة الصحية بفعل أزمة انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وقالت الأمم المتحدة إن إسرائيل كثفت عمليات القصف الجوي والبري خلال اليومين الماضيين بزيادة ثلاثة أضعاف مقارنة بالأيام السابقة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية شاملة في القطاع.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع