الفصائل الفلسطينية و”إعلان الجزائر”..ستعلم حين ينجلي الغبارُ …أفرسٌ تحتكَ أم حمار

الأولى كتب في 14 أكتوبر، 2022 - 20:00 تابعوا عبر على Aabbir
الجزائر
عبّر ـ ولد بن موح

في الوقت الذي احتفى فيه إعلام نظام العسكر في الجارة الشرقية، بتوقيع ممثلي الفصائل الفلسطينية لما وصفه باتفاق المصالحة، أكد عدد من المهمتين بالشأن الفلسطيني، أن ما وقع في الجزائر وما أسمته الصحف الجزائرية، ليس إلا جعجة بلا طحين، وأن هذه الجعجعة تهدف فقط مصالح نظام الجنرالات الذي يسيطر على الحكم في الجزائر.

فما سمي ب”إعلان الجزائر”، والذي كرس النظام الجزائري كل مجهوداته ليبدوا وكأنه انجاز تاريخي، ليس إلى مجموعة من البنود التي تتحدث على ما يجب أن يكون، أي أن الاتفاق هو أقرب إلى إعلان نوايا وليس اتفاقا عمليا على تجاوز تفاصيل الخلاف الذي عمر أكثر من 14 سنة.

ويريد النظام الجزائري، من خلال هذا الزخم الإعلامي الذي رافق الإعلان، أن يظهر بثوب المنقذ ويسوق ما يفيد أنه تمكن من تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الشيء الذي لم تتمكن منه عدد من الدول العربية التي دخلت على خط الخلاف.

ولكن الذي لا يجهله النظام الجزائري، -والجهل سمة من سماته الأبدية- أن الخلاف بين حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وفتح وتنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية، أعمق بكثير مما هو معلن، وأن الأمر يتعلق بإيديولوجيات وأهداف سياسية وإستراتيجية تختلف إلى درجة التضاد والتناقض والتدابر بين هذا الطرف وذاك، وبالتالي فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

لكن الملفت في ما صاحب هذا الإعلان هو الموقف الذي كشف عنه الرئيس الجزائري المعين، عبد المجيد تبون، في ما يتعلق بموقف نظام الجنرالات من القضية الفلسطينية بشكل العام، والذي يعتبر مناقضا تماما للشعارات التي ظل إعلام العصابة يتبجح بها ويطبل لها.

فعبد المجيد تبون، وعكس ما كان يتم الإعلان عنه من طرف إعلام نظام العسكر، أكد أن بلاده تؤيد حل القضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين، وهو الموقف الذي تبنته جامعة الدول العربية، وهو نفسه الموقف الذي أعلن عنه الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، سنة 1988، وهو الموقف الذي كان يعتبره النظام الجزائري خيانة للشعب الفلسطيني وكان يدعوا إلى تحرير كامل فلسطين ويتحدث عن حل الدولة الواحدة.

وبالتالي فإن الموقف الجزائري، لا يختلف عن موقف باقي الدول العربية، بل ولا يختلف حتى عن موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي أعلنت في ماي 2017 قبولها بإقامة دولة فلسطينية واحدة، عاصمتها القدس، على حدود عام 1967.

خلاصة القول، أن ما حدث في الجزائر ليس إلا دعاية سياسية للنظام الجزائري المتحكم في مقدرات الشعب الجزائري، ومحاولة لدغدغة عواطف البسطاء وكسب بعض التعاطف الشعبي المفقود، لذلك ستغادر الوفود الفلسطينية إلى الجزائر مطار بومدين، وهو تردد قول الشاعر
ستعلم حين ينجلي الغبارُ … أفرس تحتك أم حمار.

ولد بن موح

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع