الجزائر تسعى لكسر عزلتها بافتتاح معبر بري مع موريتانيا ومنطقة للتبادل الحر وهذا ما يتوقعه مراقبون

سياسة كتب في 24 فبراير، 2024 - 12:00 تابعوا عبر على Aabbir
معبر بري
عبّر

 

في خطوة لكسر العزلة التي أصبحت تعيشها خاصة بعد قطيعتها مع المغرب وبرود علاقتها بتونس وكذا توتر علاقاتها مع مالي والنيجر؛ غيّرت الجارة الشرقية للمملكة بوصلتها نحو موريتانيا التي ترى فيها منقذها الوحيد وطريقها للوصول إلى الأطلسي لتصدير منتجاتها نجو دول غرب إفريقيا.

 

وتمثلت هذه الخطوة في تدشين الرئيس الجزائري عبد المجيد، تبون ونظيره الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، الخميس الماضي، لمشاريع مشتركة في تيندوف، منها معبر حدودي ومنطقة للتبادل التجاري الحر وإطلاق أشغال طريق يربط بين الزويرات الموريتانية وتيندوف الجزائرية.

 

وتهدف الجزائر، من خلال فتح هذا المعبر، إلى تكثيف التعاون الاقتصادي وتسهيل تنقل الأشخاص بينها وموريتانيا، وكذا تعزيز المبادلات التجارية وعبور وسائل النقل، كما تمني النفس بأن يتحول المعبر الجديد إلى بديل للمعبر الحدودي الكركرات الذي يربط المغرب بعمقه الإفريقي. وهو ما يطرح السؤال حول ما إذا كانت تتحدى المغرب بهذه الخطوة؟.

 

ويرى مراقبون أن الجزائر لا تمتلك مقومات كافية لإنجاح المشاريع التي تم الإعلان عنها بمناسبة زيارة الرئيس الموريتاني. ذلك أن رغبتها في منافسة المغرب أوقعتها في ورطة إنجاز طريق بري بين تيندوف والزويرات، يبلغ طوله حوالي 800 كيلومتر، لأن المنطقة تشهد تهديدات أمنية وإرهابية، وهو ما سيدفع البلدين لتكثيف جهودهما الأمنية.

 

كما أن الطريق المذكور يمر عبر مناطق ذات تضاريس وعرة تحد من تنقل القوافل التجارية بين البلدين، ولا يتوفر على بنية تحتية جيدة، ناهيك عن أن جزءا من معالمه تختفي بمجرد هبوب الزوابع الرملية. وبالتالي يتساءل مراقبون حول الغاية من تشييد الجزائر لهذه الطريق وهل فعلا تحتاجه للوصول إلى الأطلسي؟. مشيرين إلى فشل هذا المشروع.

 

ويبدو أنه لا تفسير لتشييد معبر في منطقة تشهد تهديدات أمنية، ومنطقة للتبادل الحر لبضائع غير موجودة؛ سوى أن الجارة الشرقية ترغب في تشكيل ضغوط على معبر الكركرات وصد مساعي المغرب لإنعاش مجالات التعاون مع باقي دول القارة الإفريقية، خاصة بعد مبادرة الأطلسي التي أعلن عنها الملك محمد السادس في السادس من نونبر الماضي، بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء.

 

وستفتح هذه المباردة المليكة أفق تنمية للدول التي ستنخرط في المبادرة. وهو ما تتوجس منه الجزائر التي يحاول رئيسها السير على نفس نهج الملك محمد السادس الذي نجح بحنكته في نسج شراكات قوية مع دول إفريقية من خلال مضاعفة الاستثمارات والاتفاقيات في هذه الدول.

 

وكانت وسائل إعلام جزائرية، قد كشفت الخميس، أن المنطقة الحرة التي تو حجرها الأساس من طرف الرئيس الجزائري ونظيره الموريتاني؛ ستكون بمثابة همزة وصل في مجال التبادل التجاري والصناعي بين الجزائر وبلدان غرب أفريقيا، وأنها ستساهم في رفع حجم التبادلات التجارية التي تعرف حاليا تناميا مستمرا بين الجزائر وموريتانيا.

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع