أحد ضحايا الترحيل القسري من الجزائر يروي لـ”عبّـر” تفاصيل الجرح الغائر الذي لا يريد أن يندمل

الأولى كتب في 21 ديسمبر، 2020 - 21:49 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

 

عقود مضت على المسيرة “الكحلا” أو العار التاريخي الذي يلحق بالجارة الشرقية، وفي أنذل مسيرة شهدها العالم، عنوانها الحقد واﻹنتقام، حيث كان الرد المتهور وغير محسوب العواقب، من نظام هواري بومدين على المسيرة الخضراء التي نظمها المغرب ﻹسترجاع اﻷراضي الصحراوية، بطرد اﻻﻵف من المغاربة في مشهد درامي مثير للجدل، جرحه لم يندمل بعد.

 

 

ورغم مرور 45 سنة على الجريمة اﻹنسانية المقترفة في حق الاﻵف من المغاربة، لازال المدعو “المهاجر” وهو اﻹسم المستعار له بمدينة زايو التابعة للنفوذ الترابي ﻹقليم الناظور، يتذكر بمرارة كيف تم طردهم يوم عيد الأضحى، وبدم بارد من قبل السلطات الجزائرية في واحد من أسوء الأيام التي يزال يتفكرها، وحرمانه من ممتلكاته في اعتداء صارخ من نظام هواري بومدين العسكري الذي لاق كل الرعاية والتعاون من المغاربة الأحرار ابان حرب التحرير الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.

 

 

ويضيف “المهاجر” الذي يقطن بلدة زايو شمال شرق المغرب والبعيدة عن مدينة وجدة بحوالي مائة كيلومتر، أن الجرح ما زال غائرا، حيث يروي المرحل قسرا من ولاية وهران لجريدة “عبّر.كوم”، أنه تم ترحيله في أجواء بئيسة لا تليق باﻹنسانية بتاتا، وببلد جار كنا نعتقد يضيف أنه وطننا الثاني، ويجمعنا دين واحد ومصير مشترك وتاريخ واحد.

 

 

وبحرقة يروي المهاجر البالغ من العمر 80 سنة، أنه والعديد من أقاربه كانوا يعملون بجد وكد، وبعرق جبينهم، الى أن جاء اليوم الأسود وساعات اﻹنتقام من المغاربة، بقرار من نظام “بوخروبة”، حيث شرع في يوم عظيم، وهو يوم عيد الأضحى في استدعائنا، وجمعنا في شاحنات كالبهائم، في صورة مذلة، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مهينة للكرامة اﻹنسانية، ويندى لها الجبين، وبداعي أن الملك الحسن الثاني هو بحاجة ماسة لنا.

 

 

ويلتف المرحلون ضحايا التهجير القسري، وأكبر مظلمة في القرن العشرين أصابت مهاجرين مقيمين بصفة شرعية، حول جمعيات ومنظمات، تطالب بإنصافها من الجور واﻹهانة التاريخية الذي لحق بها جراء قرار انتقامي محظ من نظام هواري بومدين الحاقد على وحدة المغرب والمغاربة.

 

 

وحمل التجمع الدولي لدعم المغاربة المطرودين من الجزائر سنة 1975 الدولة الجزائرية المسؤولية الكاملة للقرار الذي اتخذته الحكومة الجزائرية بطرد الاﻵف من المغاربة، كانوا مقيمين بصفة قانونية فوق اراضيها، وكذا اعادة اﻹعتبار لكرامة المهجرين قسرا في مسيرة “العار”، والتي يتذكرها المرحلون بكثير من الأسى والحزن العميقين رغم مرور عقود من الزمن عن اقترافها.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع