عندما تصبح “الزودياك” وسيلة لمعانقة الفردوس الأوروبي .. أساتذة متعاقدون ينجحون في العبور إلى الضفة الأخرى

مجتمع كتب في 3 أكتوبر، 2023 - 22:00 تابعوا عبر على Aabbir
أساتذة مع مهاجرين
عبّر

أساتذة و “محام” ضمن وفد للمهاجرين السريين انطلاقو من الناظور ..!!

تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من شواطئ الناظور بشكل غير مسبوق، حيث أصبح الكثير من الشباب يفضلون ركوب قوارب الموت من أجل معانقة الفردوس الأوروبي، على أن يظلوا ببلدهم الأصلي يعانون “البطالة والتهميش والحرمان”.

وليس فقط العاطلون عن العمل وحدهم من اختاروا هجرة وطنهم الأم؛ فحتى الموظفون الذين يحلمون بتحسين وضعيتهم الاقتصادية لم تمنعهم وظيفتهم من الهجرة بحثا عن غد أفضل بالضفة الأخرى.

وبحسب المعطيات، فقد تمكن 58 مرشحا للهجرة غير الشرعية من الوصول إلى إسبانيا عبر قارب مطاطي “زودياك“. وذلك بعد تنفيذ عملية هجرتهم انطلاقا من شواطئ الناظور التي أصبحت وجهة لشباب المدينة الراغبين في الوصول إلى الجارة الشمالية.

كما أن هؤلاء الشباب استغلوا قرار السلطات الإسبانية التي أعلنت أنها ستطلق سراح أي مهاجر تم اعتقاله عقب دخول أراضيها بطرق غير قانونية. (استغلوه) لتنفيذ عمليات هجرة جماعية في اتجاه إسبانيا.

والمثير للاهتمام، أنه يوجد ضمن الـ58 مهاجرا الذين دخلوا التراب الإسباني؛ ثلاثة أساتذة متعاقدين ومحامي اختار الهجرة قبل ظهور نتائج الاختبارات الشفوية لامتحان المحاماة بعدما نجح في الاختبارات الكتابية للمباراة.

وربط كثيرون بين هجرة الأساتذة المتعاقدين وبين الراتب الذي يتقاضونه من وزارة بنموسى والذي لا يسد احتياجاتهم جراء موجة الغلاء التي تشهدها المملكة منذ أشهر، والتي تسببت في إنهاك القدرة الشرائية للمغاربة.

ويرى آخرون، أن الأساتذة المتعاقدين الذين اختاروا التخلي عن وظيفتهم شأنهم شأن الشباب المغربي الذي يحلم بمستقبل أفضل من خلال الحصول على وظائف ذات رواتب مرتفعة تمكنهم من تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

وفي وقت هاجر فيه عشرات الآلاف إلى الضفة الأخرى من خلال الاختباء وسط شاحنات نقل البضائع الضخمة؛ أصبح الشباب يلجؤون إلى القوارب المطاطية “زودياك” من أجل العبور، رغم أنهم يغامرون بحياتهم المهددة بالغرق في أي لحظة نظرا لأن هذه الزوارق غير آمنة.

والغريب في الأمر؛ أن هذه القوارب التي كانت مخصصة لتهريب المخدرات، اختارها بارونات هذه المواد المخدرة وسيلة لنقل المهاجرين مقابل مبلغ 10 ملايين ستنيم للفرد الواحد. وبالتالي فإن تهجير الشباب أصبح يدر عليهم أرباحا أكثر من تهريب المخدرات.

وإلى جانب بارونات المخدرات؛ تنشط عصابات تهجير البشر التي تتاجر بأرواح الشباب الراغبين في الهجرة، إذ تتركهم في كثير من الأحيان عرضة للأمواج، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان حياة هؤلاء المهاجرين غرقا.

اختفاء 51 شخصا كانوا في طريقهم للهجرة نحو جزر الكناري

ولا يزال مصير 51 شابا من بلدية العطاوية ونواحيها بإقليم قلعة السراغنة؛ مجهولا بعدما نفذوا في العاشر من يونيو الماضي، عملية هجرة جماعية من سواحل أكادير في اتجاه جزر الكناري.

ونظم أهالي المفقودين وقفات احتجاجية، بعدما لم يتوصلوا بأية معلومات من السلطات المعنية حول ما إذا تم العثور على المفقودين من عدمه.

وبعد انقطاع التواصل؛ سيطر الخوف والقلق على أسر المهاجرين حول مصير أبنائها المجهول، ليطلقوا حينها نداءات من أجل تقديم المساعدة في العثور على فلذات أكبادها أو التوصل بأخبار مطمئنة حول مصيرهم.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع