محاولة لإضرام النار في محطة وقود بالحسيمة

شهدت إحدى محطات الوقود الواقعة على الطريق الساحلي بجماعة آيت يوسف وعلي، التابعة لإقليم الحسيمة، حادثًا مثيرًا للذهول نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أقدم شخص على سكب البنزين على جسده في محاولة وصفت بـ”الانتحارية”، لولا التدخل السريع للعاملين بالمحطة.
ووثق مقطع فيديو، جرى تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لحظة قيام المعني بالأمر بهذا الفعل الخطير، وسط حالة من الذعر والصراخ، قبل أن يتدخل العمال بسرعة لمحاصرته ومنعه من إشعال النار، وهو ما حال دون وقوع كارثة كانت ستعرض حياة الحاضرين والمنشأة للخطر.
اضطرابات عقلية وراء الحادث
وأفادت مصادر محلية أن الشخص الظاهر في الفيديو يعاني من اضطرابات عقلية حادة، مرجّحة أن يكون ما أقدم عليه نابعاً من تدهور حاد في حالته النفسية، ما أفقده السيطرة على سلوكه وتصرفاته.
وفور إشعارها بالحادث، حلت السلطات المحلية وعناصر الأمن بعين المكان، حيث جرى توقيف المعني بالأمر ونقله على وجه السرعة إلى مستشفى الأمراض العقلية لتلقي العلاج والرعاية النفسية اللازمة.
ناقوس خطر حول غياب الرعاية الاستباقية
ورغم النجاح في تفادي الحادث في لحظاته الحرجة، إلا أن الواقعة أعادت إلى الواجهة الإشكالات العميقة المرتبطة بمنظومة التكفل بالأشخاص المصابين بأمراض عقلية ونفسية، في ظل ضعف البنيات التحتية المختصة وغياب التدخلات الاستباقية الكفيلة بحماية المرضى أنفسهم والمجتمع من مخاطر محتملة.
ويطرح الحادث تساؤلات جدية حول مدى جاهزية المؤسسات الصحية والاجتماعية للتعامل مع هذه الفئة من المواطنين، خاصة في المناطق التي تشهد ضعفاً في الموارد والإمكانيات، وهو ما يستدعي مقاربة أكثر شمولية تجمع بين الرعاية الطبية، والدعم النفسي، والمواكبة الاجتماعية.