كلمة “براهش” تضع وليد الركراكي في مرمى الانتقادات: هل أخطأ مدرب المنتخب في حق الجماهير؟

أشعلت تصريحات مدرب المنتخب الوطني المغربي، وليد الركراكي، خلال الندوة الصحفية التي أعلن فيها عن لائحة “أسود الأطلس” المستدعاة للمعسكر المقبل، موجةً من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما استخدم تعبيرًا اعتُبر مسيئًا في حق فئة من الجماهير المنتقدة لاختياراته الفنية.
“برهوش” وليد الركراكي … الكلمة التي فجّرت الجدل
خلال حديثه عن الانتقادات التي تطاله باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توقف الركراكي عند كلمة “برهوش”، وقال مستفسرًا بنبرة تساؤلية:
“حتى نتوما كاتعيشو هاد المشاكيل ديال لي ريزو سوسيو… ملي واحد… جالي دير آن تيرم… عارف غيتقلقو لا گولت برهوش، نو؟”
ورغم تداركه السريع للموقف عبر استبدال المصطلح بكلمة “مبتدئ”، بعد تنبيه بعض الحاضرين، إلا أن الطريقة التي طرح بها الكلمة جعلت كثيرين يعتبرونها مقصودة، وتعكس نظرة متعالية تجاه فئة من المتابعين، خصوصًا الشباب الذين ينشطون على منصات التواصل.
ضيق صدر أم انفعال لحظي؟
تصريحات الركراكي أثارت انتقادات لاذعة، خصوصًا من جمهور يعتقد أن مدرب المنتخب الوطني، بحكم موقعه التمثيلي، مطالب بالتحلي بالرزانة والانفتاح على النقد، لا سيما وأنه يُدرب منتخبا وطنيا يعكس تطلعات 40 مليون مغربي، وليس فريقًا خاصًا.

ورأى عدد من المتابعين أن محاولة “تمرير” مصطلح من قبيل “براهش” حتى ولو بطريقة غير مباشرة، يعكس ضيق صدر واضح من المدرب تجاه الانتقادات، في وقت يُفترض فيه أن يتعامل مع الرأي العام بصدر رحب، وأن يفرق بين النقد البناء والتجريح.
وليد الركراكي تحت الضغط المتزايد
تأتي هذه التصريحات في سياق حساس، حيث يستعد أسود الأطلس لمواجهتي تونس والبنين ضمن الاستعدادات لبطولة كأس إفريقيا للأمم 2025، في ظل تزايد التساؤلات حول خيارات الركراكي الفنية، وغياب بعض الأسماء المؤثرة عن اللائحة، ما جعل المدرب تحت ضغط جماهيري وإعلامي غير مسبوق.
ويرى البعض أن هذه الضغوط قد تكون السبب الحقيقي وراء ما وصفوه بـ”الانزلاق اللفظي”، لكنها لا تبرر – وفق تعبيرهم – اللجوء إلى مصطلحات قدحية تمس فئة واسعة من الشباب المغربي، خصوصًا أولئك الذين يعتبرون أنفسهم شركاء في متابعة الشأن الكروي وتحليله.
لغة المدرب في الميزان
في عالم كرة القدم الحديثة، تصريحات المدربين لا تقل أهمية عن خططهم التكتيكية، إذ تشكل جزءًا من التواصل مع الجماهير والإعلام، وتُعد معيارًا للحُكم على مدى وعيهم بأدوارهم القيادية.
وفي هذا السياق، يقول مراقبون إن على الركراكي أن يعيد النظر في طريقة تفاعله مع الأسئلة والانتقادات، ويبتعد عن أي تعبير قد يُفهم على أنه تقليل من احترام الجماهير أو من مشروعية آرائها، خاصة أن النقد — مهما كان قاسيًا — يظل جزءًا من اللعبة.
تصريح عابر أم مؤشر مقلق؟
رغم محاولته التراجع عن الكلمة، إلا أن تصريح الركراكي فتح باب نقاش واسع حول علاقة المدرب بجماهير المنتخب، وما إن كان فعلاً يتحمل النقد بروح رياضية، أم أنه يراه تهديدًا لصورته.
فهل كان استخدام تعبير “براهش” مجرد زلة لسان في لحظة انفعال؟ أم أنه يعكس موقفًا ضمنيًا من جمهور مواقع التواصل الذين باتوا يشكلون سلطة نقدية موازية يصعب تجاهلها في المشهد الرياضي الحديث؟