خالد الشيات ل “عبّر”: المبادرة الملكية أملاها الانتماء الحضاري ولا علاقة للأمر بالشق الاقتصادي

الأولى كتب في 4 أغسطس، 2021 - 13:00 تابعوا عبر على Aabbir
الملكية
عبّر ـ ولد بن موح

ولد بن موح-عبّر 

 

استبعد المحلل السياسي، خالد الشيات، أن تكون الحاجة الاقتصادية هي التي أطرت المبادرة الملكية تجاه الجزائر.

 

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح للجريدة، أن الملك عندما جدد مبادرة فتح الحدود بين المغرب و الجزائر، والعودة إلى الوضعية الطبيعية على اعتبار أن”لحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين وشعبين شقيقين”،

لم يكن الأمر متعلق بما هو اقتصادي، على اعتبار أن الاقتصاد المغربي ينتعش بعد أزمة كورونا، إثر التدابير التي صاحبت مواجهة الجائحة، وبالأخص إنشاء صندوق لدعم الاستثمارات وإطلاق خطة تنموية جديدة”.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية، أن المحرك الرئيس للمبادرة الملكية،  هو الشعور بالانتماء الحضاري للمنطقة المغاربية والإسلامية، وأيضا بالنظر إلى هوية المملكة المغربية كدولة عريقة تقع عليها مسؤوليات حضارية يجب أن تقوم بدورها الفعال في تحقيق التكامل المنشود.

وكان الملك محمد السادس، قد دعا الجزائر الى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، مشددا في خطاب إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين على ” ان إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله”.

 

جلالة الملك

واعتبر الخطاب الملكي أنه “لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق”. مضيفا “لكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”.

كما أكد جلالته في خطابه أنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول”. وأضاف أنه “نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”.

ورد جلالته على ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ قائلا “هذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة”, مضيفا أن “الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات”.

وأكد الخطاب الملكي أنه “بإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور”.

وفي مبادرته الملكية، طمأن جلالته الجزائريين بقوله “أنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”, مضيفا أنه “نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره”. كما أكد أن “العكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد. ذلك أن المغرب والجزائر ، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر. فالعصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها ، وتجفيف منابعها”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع