جيراندو والعداء المجاني لرموز الدولة المغربية.. حين يتحول السب إلى وسيلة ابتزاز رخيصة

في زمن أصبحت فيه الكلمة أمانة والمسؤولية الإعلامية واجبًا أخلاقيًا، يخرج علينا المدعو هشام جيراندو بين الفينة والأخرى بموجات من السب والشتم الممنهج في حق المغاربة الشرفاء، غير آبه بعواقب ما ينشره من بهتان، ولا مستندًا لأي قاعدة مهنية أو أخلاقية في ما يدعيه.
ففي خرجاته الأخيرة، لم يجد هذا “اليوتوبر المتخصص في النصب الرقمي” من هدف يشبع به نهمه للاستفزاز إلا رموز الدولة المغربية، وعلى رأسهم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمديريتي للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، الرجل الذي بات يُجمع عليه المغاربة كبوصلة للاستقامة والنزاهة والتفاني في خدمة الوطن.
حموشي.. اسم من ذهب يشرف مؤسسات الدولة
بعكس ما يدعيه جيراندو، فإن شخصية “حموشي” لا يقتصر على الأمن الوطني، بل هو يمتلك المغرب رجالات حاضرة بامتياز في كل قطاعات الدولة: من الطب والهندسة إلى القضاء والتعليم، من رجال الجيش والدرك إلى الأئمة والفقهاء، وجميعهم يشقون طريقهم بعلمهم وكفاءتهم ونزاهتهم.
واللافت أن عبد اللطيف حموشي نفسه معروف بعدم استغلال صلاحياته في التوظيف المباشر، رغم أن القانون يخوّله له ذلك، عكس ما يروج له جيراندو، بل أن شهادات عدة تؤكد أن “الرجل لا يُوظف إلا أبناء الشعب وفي حالات استثنائية”، وهو سلوك نادر في مناصب عليا، يعكس الحس الوطني العالي والمسؤولية التي يتحلى بها.
جيراندو.. بين متلازمة الافتراء وتجارة الشتائم
تكرار الإساءة إلى رموز الدولة والمجتمع لا يعكس سوى إفلاسًا أخلاقيًا وغياب أي مشروع إعلامي حقيقي. بل إن جيراندو، الذي بات معروفًا بين المتابعين بكونه نموذجًا للابتزاز الرقمي و”الكليك بايت الرخيص”، لا يتردد في تحوير الأكاذيب وتحريف الحقائق بحثًا عن مشاهدات ومصادر تمويل مشبوهة.
وأمام هذا السقوط الحر، لم يعد مستغربًا أن يتصدر جيراندو قائمة “المبغوضين” شعبيًا، خصوصًا بعد أن استشعر المغاربة حجم التحامل الممنهج ضد من يمثلونهم بصدق داخل مؤسسات الدولة. لقد أصبح واضحًا أن هدف هذا الشخص ليس النقد أو الإصلاح، بل ممارسة حرب إلكترونية مبتذلة تحت غطاء حرية التعبير.
المغاربة لا تُخدعهم الأصوات النشاز
المغاربة اليوم أكثر وعيًا مما يظنه جيراندو وأمثاله، فهم يدركون أن أمثاله يبيعون الوهم ويمتهنون تحريف سمعة الأحرار مقابل حفنة مشاهدات. وقد أصبح اسم “حموشي” بالنسبة لهم، رمزًا من رموز الكفاءة والانضباط والاستقامة، لا يطالُه التشكيك مهما علا صراخ المُغرضين.
إن التاريخ لا يُكتَب بلغة الشتائم، ولا يحترم من باع ضميره مقابل لايكات، بل يُخلَّد باسم من ضحوا واشتغلوا بصمت، وصنعوا الفخر لهذا الوطن. وجيراندو، مهما تطاول أو هاجم، سيبقى مجرد صوت نشاز، لا يزيد عن أن يكون عارضًا لمرض اسمه الحقد المجاني والابتزاز الإعلامي.