عبّر-الرباط
تقرير حول كتاب “الترافع الديبلوماسي الموازي لمغاربة العالم حول الصحراء المغربية”
لم يكن لقضية الصحراء المغربية أن تتبوأ هذه المكانة الاعتبارية لدى المغاربة لولا الإيمان الراسخ بعدالتها وشرعيتها ومشروعية الترافع عنها لإثبات مغربيتها تاريخيا وسياسيا وديبلوماسيا، وهو ما حقق لها وحولها الإجماع الوطني، كقضية وطنية أولى، وجعلها على رأس الأولويات الدستورية والقانونية للدولة، وفي الوجدان الفردي والجمعي للمجتمع.
…والمتتبع لآليات دور الدولة والمجتمع في الحفاظ على الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية وترسيخ مغربية الأقاليم الصحراوية المسترجعة لا يجد عناء في إدراك تعدد المقاربات المتبعة والأوراش الكبرى المهيكلة، التي تجمع بين الأبعاد المؤسساتية والتنموية والثقافية للحكامة الجيدة والتدبير الرشيد…
وبالموازاة مع ذلك، تتنوع أشكال الترافع على مغربية الصحراء من قبل المجتمع المدني، الذي يقوم بأدوار طلائعية في هذا الشأن، مستفيدا من الهامش الواسع للحرية الفردية والجماعية التي يكلفها دستور 2011 لأبناء الوطن سواء منهم مواطنو الداخل أو مغاربة العالم، مما فجر ينبوعا متعدد الأساليب والاتجاهات والوظائف، تشع بفيض من مشاعر الوطنية الإيجابية الملتزمة لإقناع الرأي العام الدولي بعدالة الدفاع عن الصحراء المغربية بكافة أليات ووسائط الترافع المدني.
على هذا الأساس تضطلع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير باحتضان طبع ونشر كتاب “الترافع الديبلوماسي الموازي لمغاربة العالم حول الصحراء المغربية” بشراكة مع المنتدى الأوربي للوسطية ببلجيكا، لدواعي وحيثيات أهمها: أن الكتاب يضم إسهامات أكاديمية وازنة لباحثين من مغاربة الداخل ومغاربة العالم، وفي ذلك تجسيدا حيا وثابتا لوحدة الموقف المغربي من مغربية الصحراء، فضلا عن ما يرمز إليه هذا المؤلف حول أهمية دور الأكاديمي والمثقف العضوي الملتزم بقضايا وطنه وتصديه لكل محاولة تروم –عبثا- التشويش على مشروع الأمة المغربية، كما يعد هذا المشروع العلمي أنموذجا للتعاون والشراكة التي تتغياها المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير مع المؤسسات الوطنية وفعاليات المجتمع المدني لتأهيل مجتمع المعرفة، وتعميق الحفر في قضايا التاريخ الوطني، بغية التداول الاجتماعي، وطنيا ودوليا، في مغربية الصحراء.
الكتاب من تنسيق كل من د.علال الزهواني، د.الحاج ساسيوي، د.سعيد بنحمادة، ويضم تقديما وتصديرا و13 مساهمة علمية أكاديمية محكمة، وهي نتاج وثمرة ما جادت به القريحة العلمية لثلة من الأساتذة المتخصصين والمهتمين بملف قضية الصحراء المغربية، من دراسات وأبحاث رصينة ومعمقة في العناوين التالية:
– تقديم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكتيري،
– تصدير د.علال الزهواني ، منسق المنتدى الأوربي للوسطية-بلجيكا،
– الوحدة الوطنية: قاعدة أساس في التربية على المواطنة/د. عز الدين النملي،
– الأصول التاريخية للروابط الحضارية بين المغرب والصحراء/د.سعيد بنحمادة،
– الروابط الصوفية بين المغرب و صحرائه..الأصول والامتدادات/د. عبد الواحد الهاروني،
– مظاهر الوجود الإفريقي بالمغرب: دراسة للتأثيرات الاجتماعية والثقافية المتبادلة/ذ.عبد الواحد أوالطالب، ذ.ياسين حريش،
– وقفة علمية مع القبائل الصحراوية المغربية وبعض علمائها/د.خالد صقلي،
– قبائل الصحراء والدولة المغربية قبل الحماية تلازم الولاء والسيادة/ د. م. عمر صوصي علوي،
– الهوية المغربية والرافد الصحراوي الحساني/د. محمد البركة،
– التلاقح العلمي بين علماء الصحراء وعلماء سوس دليل على عراقة التواصل والارتباط بالوحدة الوطنية/د.العبيوي عبد القادر،
– أسرة الشيخ ماء العينين والكفاح المسلح في الصحراء المغربية/د.محمد الفرحاوي،
– مذكرات محمد بنسعيد آيت إيدر والمساهمة في كتابة تاريخ استرجاع الصحراء المغربية/د.الحاج ساسيوي،
– قضية الصحراء المغربية من الاحتلال الاسباني إلى الحكم الذاتي/ د.سعيد عبيدي،
– مبررات تمتيع جهة الصحراء المغربية بنظام الحكم الذاتي/ د. عبد الكبير يحيا،
– الترافع الديبلوماسي الموازي لمغاربة العالم حول الصحراء المغربية/د.ابراهيم ليتوس.
وقد صدر هذا الكتاب حديثا عن مطبعة أصكوم بالقنيطرة شهر شتنبر 2021.
اترك هنا تعليقك على الموضوع