المغرب بين بحرين.. والسردين يحلق عاليا ليلامس 25 درهما للكيلو

رغم أن المغرب يطل على واجهتين بحريتين، الأطلسي والمتوسطي، وتعد مياهها من أجودها عالميا، إلا أن المواطن المغربي لا يجد في طبقه ما يذكره بـنعمة البحر.
فالسردين، الذي كان يوصف بـسمك الفقراء، بات اليوم من الكماليات، وصعب اقتناؤه لعائلات ذوي الدخل المحدود، بعدما جاور في سعره لحوم الدجاج بل ويتفوق عليها أحيانا.
ففي أسواق المدن الساحلية كما الداخلية، تصدم أثمان السردين المواطن البسيط، حيث تجاوز الكيلوغرام الواحد عتبة الـ25 درهما بالناظور، بينما قفزت أسعار أنواع أخرى كالصول والطون إلى مستويات غير مسبوقة. وهو أمر يثير التساؤل، كيف يعقل أن يكون السمك غاليا في بلد يعد من بين أكبر المنتجين عالميا للأسماك.
الحكومة، من جهتها، تعزو هذا الارتفاع إلى الظروف المناخية وتراجع المصطادات خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى عوامل كارتفاع درجة حرارة المياه، واضطرابات تيارات الصيد، ومحدودية الخرجات البحرية للمهنيين
التبريرات لم تقنع الشارع، حيث يرى نشطاء أن المشكل أعمق من مجرد طقس، ويتعلق بمنظومة التوزيع، وسياسات تصدير غير متوازنة، وتغول الوسطاء والسماسرة في الأسواق المغربية.
وفي تصريح لمهنيين من الناظور برر هؤلاء موجة الغلاء الملحوظ للأسماك إلى كثرة الطلب على الأسماك في شهر يوليوز خصوصا السردين، وكذا الأصناف الجيدة وتوجيهها إلى المطاعم الساحلية، برأس الماء، واركمان، وكل شواطئ الإقليم، لتلامس أسعارها في المطاعم 180 درهم لكيلو مختلط من السمك.
وفي الوقت الذي يحلم فيه المواطن المغربي بتناول وجبة سردين مشوية دون أن يحسب حساب الميزانية، ما زال البحر، على سعته، يبدو بعيدا عن موائد الناس. فهل يعقل أن يستمر هذا الحرمان البحري في بلد يسبح على ثروات سمكية هائلة.