وعورة الطريق وهشاشة البنى التحتية تخنق سحر جمال بحر “تشارانا” بالناظور

الأولى كتب في 14 أغسطس، 2021 - 21:00 تابعوا عبر على Aabbir
بحر
عبّر ـ صفاء بالي

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

على بعد كيلومترات من مدينة فرخانة المتاخمة مع الحدود الوهمية لمليلية السليبة، وبمسافة تزيد عن 20 دقيقة من الطريق الوعرة، يقع بحر “تشارانا” الساحر بمؤهلاته الطبيعية، والذي صار في اﻵونة الأخيرة قبلة مفضلة للمغامرين وهواة القفز، وعشاق المياه الزرقاء المحاطة بسحر الجبال، وروعة المكان اﻵخاذ والنادر.

 

ورغم التضاريس المعقدة، وتعدد المنعرجات الخطيرة التي تشعرك برهبة فريدة قبل الوصول، فإن بحر “تشارانا” يستقطب عشاقه ورواده من المناطق المجاورة، فرخانة، ماري واري، تاوريرت، وكذا البعيدة من مدن الداخل، كفاس، ومكناس، وسلا، وسيدي سليمان لﻹستمتاع بالطبيعة الساحرة، والتخيم بفضاءاتها غير المؤهلة، والمجاورة للمنتجع الطبيعي الساحر.

 

وتصادفك ببحر “تشارانا” الوهاج بزرقته اللامعة، خيم منصوبة في كل اﻹتجاهات، وتحت ظل الأشجار، رغم قلتها بالمكان لشباب تحدوا الظروف اﻹقتصادية، وقلة يد الحيلة ليقطعوا مسافات تزيد عن 600 كلم، للوصول والمبيت بتشارانا وزيارة الخلجان المجاورة الساحرة، ك”كارابلانكا” و”تيبوذا” التي ظلت منسية، لسنين عديدة.

 

لوحة بانورامية طبيعية ربانية، تمتد لكيلومترات في حوض المتوسط، ظلت مجهولة وطي الكتمان، سرعان ما تحولت مع التطور التكنولوجي والتطبيقات السريعة، الى وجهة مشهورة بفضل الصور الطبيعية المنشورة والتي يتم تداولها بمنصات التواصل اﻹجتماعي لتعطي انطباعا بأن المنطقة شبيهة بالمنتجعات العالمية، ولاقت حقها من التهميش الذي طال كل المستويات.

 

طرقات وعرة، وغير معبدة، غالبا ما يضجر بها أصحاب السيارات العادية، فهي تزيد عن 8 كيلومترات بانفراجات خطيرة، ويزيدها أكوام الأزبال المنتشرة والتي تصادفك مع جنبات فضاء التخييم غصة، خصوصا أمام خطورة الوضع، وامكانية تلويث البيئة، والأماكن المجاورة للبحر والذي تحيط به الصخور.

 

 

ويمثل غياب التأهيل المستمر عن الجماعات المجاورة لتشارانا اشكال حقيقي، يساهم في نفور المصطافين من المنتجع الذي يأسر القلوب، ليختصر واقعا مرا وأليما، تعيشه ساكنة المناطق المجاورة للبحر، وهو الأمر الذي تسبب في موجات الهجرة البدوية نحو المدن والجماعات المجاورة.

 

كنز ثمين في قلب جبال الريف اﻵسرة للقلوب، قبل العيون، بمناظرها الطبيعية، لما يزخر به من مؤهلات طبيعية نادرة بيولوجيا، وايكولوجيا، تستوجب من الجهات الوصية، رفع التهميش والعزلة عن هذه الدواوير، املا في تحويل الأنظار لها في المستقبل القريب، وﻹستقطاب المستثمرين، بهدف تأهيلها وانجاز مشاريع سياحية تجذب الرواد، وترفع من قيمة تلك المناطق التي طالها النسيان لعقود من الزمن.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع