همسة في أذن “الزيتوني” عامل إقليم تنغير المكلف

عبّر معنا كتب في 14 نوفمبر، 2018 - 12:00 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

نبارك أمرو (*)

لم يأت قرار وزارة الداخلية بإعفائها لثلاثة عمال كانوا قد عينوا في سياقات متفرقة من لدن صاحب الجلالة بأقاليم كلها بالمغرب الجبلي العميق، تنغير وميدلت وبولمان، ( لم يأت من فراغ) شأنها في ذلك شأن المجلس العلمي الأعلى الذي أصدر قرار يقضي يإعفاء حوالي 16 رئيسا للمجالس العلمية المحلية بمختلف جهات المملكة، منها رئيس المجلس العلمي بالرشيدية الذي سبق إعفاء رئيسه السابق سنة 2013.

 

وارتباطا بهذا الموضوع، واعتبارا للسياق الذي أتى بكم من إقليم النواصر، الذي لا يختلف تخلفه التنموي عن واقع تنغير كونهما أحدثا في نفس الوقت، لا تفاجؤوا سيدي العامل فالحضيض هو أقل ما يمكن أن توصف به وضعية تدبير شؤون ساكنة هذه الرقعة الجغرافية من هذا الوطن العزيز..

 

الحضيض ليس مبالغة مني في وصف أنين الساكنة المواطنة، التي لا غبار على صدق حبها للوطن، ولا يمكن لأي كان أن ينكر تقديم أجداد شبابها لدمائهم وارواحهم دفاعا على الوحدة الترابية واستقلال المملكة، بل هو خلاصة للرصد اليومي لمختلف مؤشرات التنمية البشرية بذات الإقليم

 

نعم أنا لا أبالغ ولكنني سأهمس لكم ببضع كلمات جادت به قريحتي اللحظة وأنا أطلع على خبر ترأسكم لأول اجتماع حول مقاطعة تلاميذ تنغير للدراسة بسبب ساعة “رونو” أو “العثماني” ( من يدري لمن الساعة اليوم؟ ) أطلع على الخبر في مجموعة إعلامية صباح هذا اليوم البارد على بعد أمتار من صومعة حسان بالعاصمة..

 

أهمس لكم بما يتداول منذ عقد من الزمن بمقاهي وأزقة دروب ودواوير تنغير الإقليم، أهمس لكم بعبارة “عمالة فندق تنغير ” وهي عبارة متداولة بسبب استمرار وزارة الداخلية منذ سنة 2009 في كراء بناية فندق كمقر للإدارة الأكثر رمزية في مختلف عمالات وأقاليم المملكة من طنجة إلى الكويرة، فلكم أن تنفضوا الغبار على مشروع تشييد مقر العمالة وأحداث معلمة تليق بعامل صاحب الجلالة وبرعاياه حفدة مقاومي بوكافر وأبناء عمومتهم بأمسمرير وامكون ودادس وتودغى.. معلمة تليق أيضا بضيوف الإقليم المغاربة والأجانب وتستجيب لما يميز المنطقة من حيث ثراثها المادي واللامادي..

 

وأهمس في أذنكم ثانية واقول : هل تعلم ان الملك محمد السادس حفظه الله زار تنغير منذ سنة 2005 وأشرف على وضع حجر الأساس لعدة مشاريع وبميزانيات ضخمة جزء منها لايزال متعثرا وجزء آخر لم يرى النور بعد.. فعن أي إدارة إقليمية، باستثناء الأمنية، سيتحدث ساكنة تنغير المواطنة بما أن أربعة عمال مروا في ظرف تسع سنوات من ” بناية فندق تنغير ” لم يفلحوا لا في بناء مقر للعمالة ولا في تسريع أو إنجاز المشاريع الملكية في الوقت الذي كان قد سطر لها، ولم يفلحوا ايضا في فض اعتصام إميضر ( المنجمية) الذي دخل عامه السابع ؟

 

الهمسة الثالثة والأخيرة في أذنكم، عبر هذه الشطحة الأولى، السيد عامل صاحب الجلالة ستضحككم وستضحك أيضا كاتبكم العام الحالي حين تفاتحونه في الموضوع، كونه تنفس الصعداء بمجرد التوصل بخبر إعفاء رئيسه النجار ليس لشيء مهم جدا بل لأن المسؤولان الإقليميان “كان على خلاف وصل بينهما إلى حد المقاطعة”، حسب ما تؤكده مصادر متفرقة ومؤكدة بالدارجة الوطنية من داخل الإدارة الاقليمية، ( العامل والكاتب العام ما كيتهادروش أكثر من عام دابا)..

 

كيف إذن سيتم تنزيل روح الخطب المولوية بشأن إصلاح الإدارة بتنغير وكيف سينصف المواطن البعيد من المركز وكيف سيتم سن استراتيجيات التنمية وتنفيذها في مؤسسة العمالة التي لا يتواصل فيها المسؤول الأول ونائبه؟

 

ولن انهي هذه الشطحة دون العودة ل “أكفس عامل عرفته تنغير” وهي عبارة نطق بها عضو في المجلس الإقليمي لتنغير خلال إحدى دورات المجلس بحضور العامل الذي وصف ب” الأكفس”، كشفت أيضا عن عمق الخلاف بين الادارة الاقليمية والمجلس الإقليمي المنتخب والذي اضحى بعد التعديل التشريعي الذي مس القوانين التنظيمية للجماعات الترابية في 2015 ( اضحى ) رئيسه هو الآمر بالصرف.. شطحات متفرقة يعرفها القاصي والداني عن تقصير حكومتي بنكيران والعثماني اتجاه هذا الاقليم الفلاحي والمعدني والسياحي، إقليم رجال المقاومة والكفاءات والعملة الصعبة، إقليم وحدها المؤسسات البنكية السبع تعرف اهمية ناتجه الداخلي الخام وتعرف حجم التنمية المالية المتوقعة فيه لو تم فعلا استكمال أركان الإقليم وانهاء معاناة المواطنات والمواطنين مع التنقل إلى الإقليم الأم ورزازات وإلى الجهة الأم سوس ماسة درعة، إرساء اللاتمركز الإداري الحقيقي، عبر إحدات المديريات الإقليمية لعشرات الوزارات والإدرات المركزية التي لا تزال تتجاهل إقليم أحدث، ليس صدفة، بل بلمسة ملكية شريفة منذ عقد من الزمن..

 

لن اختم دون أن ادعوكم سيدي العامل أن تزوروا قريتي الجبلية التي تصل الاف الأطنان من بطاطسها وتفاحها خارج حدود المغرب وتتميز بمناخ وجغرافية لا يمكن التمييز بينهما وبين خصوصيات مدينة إفران إلا على مستوى التنمية والتهميش.. أريد أن أقول في جملتي الأخيرة أن فرع وزارة الداخلية بجماعتي أمسمرير وتلمي يضم فقط قائد شاب لاتزال مقاربته التدبيرية طموحة وخليفة له لا تعرف الساكنة بعد ما هو موقع تعيينه الإداري الحقيقي، وموظفان متقاعدان أحدهما يشتغل فقط متطوعا بدون أي راتب..

 

وهنا أطرح سؤال ظل يخالجني قبل سنوات أين وكيف ولمن تصرف اموال الانعاش الوطني بتنغير الإقليم، وأين مجلس جماعة أمسمرير من مسؤولية صيانة كرامة بعض معطلي المنطقة ومواطنيها ولو عبر تشغيلهم كأعوان مؤقتين او موظفين ملحقين وإعادة إدارة قيادة أمسمرير الى سابق عهدها أيام القائد صالح رحمه الله ..

(*) صحفي مهني وفاعل جمعوي

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع