هل فيروس كورونا الجديد صنيع المخابرات الأمريكية؟

عبّر معنا كتب في 11 فبراير، 2020 - 05:56 تابعوا عبر على Aabbir
هل فيروس كورونا الجديد صنيع المخابرات الأمريكية؟
عبّر

 

*د. رضا محمد طه

 

الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية إضافة لما تعج به صفحات التواصل الإجتماعي عن فيروس كورونا الجديد المتفشي الآن في الصين والذي أصاب الآلاف وتسبب في وفاة المئات، وقد أعلن عن حالات إصابة في بلدان أخري مجاورة للصين وكذلك في أوربا والولايات المتحدة الامريكية، لكن المثير للتساؤل أن بعضاً مما تحدثت به تلك الأخبار أن هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا قد تم تخليقها في بعض المعامل وبالأخص معامل في بعض كبري شركات الأدوية في أمريكا بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، وهذا ما ألمح إليه تقرير إذيع في برنامج “الأخبار المسائي” بقناة روسيا الحكومية متهمة السياسات الغربية بأنها السبب وراء إنتشار فيروس كورونا الجديد لإعاقة النمو الإقتصادي الصاعد الواعد في الصين.

 

 

آراء أخري تتحدث عن خروج السلالة الجديدة لفيروس كورونا بالخطأ من إحدي معامل الفيروسات في الصين، والتي تسعي الصين لتخليق فيروسات أوميكروبات ممرضة أخري كأحد الأسلحة الحرب البيولوجية والتي يمكن أن تستخدمه عندما تستدعي الحاجة لها، وهو ما يمثل من وجهة نظري لعب بالنار حيث لا يمكن التكهن بشراسة أوالقوة الإمراضية لبعض تلك السلالات من الفيروسات المخلقة والتي قد تخلف ملايين الضحايا، ولعل سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا “الأسبانية” أكبر دليل علي مدي خطورتها علي الإنسان والتي إجتاحت العالم في 1918 ومات بسببها أكثر من خمسين مليون شخص معظمهم في أوربا وهي أكبر من حصيلة قتلي الحرب العالمية.

 

 

الفيروسات يتم تخليقها في المعامل المتخصصة حول العالم لعدة أهداف، من ضمنها إنتاج لقاحات لبعض الفيروسات الخطيرة وذلك عن طريق تقنية تسمي الوراثة المعكوسة reverse genetic وسميت بالمعكوسة لأن العلماء يبحثون من خلالها لإيجاد أو تخليق صفة ظاهرية من خلال معرفة التتابع الجيني (ترتيب القواعد النيتروجينية علي الحمض النووي أو الجينوم) ومن ثم يمكن إعادة ترتيب القواعد أي هندستها أو إحداث طفرات جديدة بحيث يمكن إستنتاج أوتكوين الأحماض الأمينية بترتيب محدد والذي ينتج عنه الصفة المرغوبة. في المقابل الوراثة العادية تبحث ويسعي العلماء من خلالها للكشف عن الأساس الوراثي أو التتابع الجيني السبب في الصفة الظاهرية.

 

 

تلعب الوراثة المعكوسة دوراً كبيراً الآن في إنتاج اللقاحات ضد بعض الفيروسات خاصة التي تحوي جينوم آر إن إيه مثل الإنفلونزا (الجينوم فيها سالب ومجزأ) أو فيروسات كورونا، تلك الفيروسات من السهل أن تحدث فيها طفرات، من اجل ذلك يسعي العلماء لإيجاد لقاحات لها بإستخدام تقنية الوراثة المعكوسة، بحيث يكون اللقاح به صفات محددة تم هندستها وإعادة تكوينها بسلسلة من الطرق المتعاقبة بإستخدام تقنيات الوراثة الجزيئية بحيث تنتج فيروسات تكون من الضعف وغير قادرة علي إحداث العدوي، لكنها تستحث الجهاز المناعي بشدة تفوق اللقاحات الناتجة عن إستخدام فيروسات تم قتلها بطرق مختلفة.

 

 

تبقي المشكلة في اللقاحات المنتجة بالوراثة المعكوسة في أنها قد تمثل خطورة علي بعض المرضي خاصة ضعيفي المناعة بحيث قد تتغلب عليها السلالات من الفيروسات المهندسة والضعيفة التي حصلوا عليها في صورة لقاح وبدلاً من أن تقيهم المرض تصيبهم بالعدوي، أو قد يحدث وتستعيد هذه الفيروسات المهندسة وراثياً قدرتها علي العدوي عن طريق تغيير في جينومها بسبب أي ظروف خارجية أو داخل الجسم، ولا يمكن التكهن بعد ذلك بمدي خطورة تلك الفيروسات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع