هل عرفت الراقصة مايا قدر نفسها قبل أن تصنف نفسها مع علية القوم

فسحة كتب في 19 سبتمبر، 2020 - 22:55 تابعوا عبر على Aabbir
الراقصة مايا
عبّر

في الوقت الذي كان عليها أن تنحني فلا يسمع لها همسا، إلى أن تمر العاصفة فينسى فعلها الشنيع وما جاءته من شيء نكر تعلو حمرة الخجل وجه مقترفيه ممن فيهم ذرة حياء، أبت “الراقصة مايا” إلا أن تزكي ما جاء في قول الشاعر: “ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ”.

ولأن “الراقصة مايا” تملك “أقصح صنطيحة”، صنفت نفسها مع علية القوم فسارعت للرد على منتقدي الفيديو المتداول كما لو أنها المعنية الأولى والشخصية الأهم بين من تواجدوا على متن اليخت، في وقت ركن فيه “مول الفوسفاط”، الشخصية العمومية والغني عن التعريف، للصمت.

ولأن راقصة زمانها لا تستحي، وبعينين بارزتين، وجهت مدفعيتها “الخردة” باتجاه منتقديها واعتبرتهم مذنبون وما عابوا عليها تدخلا في حياتها الشخصية، مع أن مقطع الفيديو يوثق بشكل واضح لخرق حالة الطوارئ الصحية وعدم ارتداء الكمامة، وهي في حالة من “الزهو والنشاط”، وزادت على ذلك بتبرير أقبح من الذنب عندما قالت أن كثيرا من الناس يموتون بكورونا وبأمراض أخرى والحياة تستمر وهذا يعطيها الحق لتضرب قانون البلاد بمؤخرتها وهي ترقص رقصة من رقصاتها، من وجهة نظرها.

ويبدو أن الراقصة “المحترمة” نسيت أن الحكومة المغربية صادقت على قانون يعاقب بموجبه غير المرتدين للكمامة بدفع مبلغ 300 درهم وقد تصل العقوبة للحبس النافذ، علما أن كثيرا من المكتوين بنار هذا القانون هم فقراء يكدون لكسب لقمة العيش.

وتجاوزت السيدة الراقصة حدودها وهي تصف المغاربة ب “المكلخين” ولو كانت تعرف حق قدرها لما تجرأت ويكفي أنها “راقصة” وهي كلمة قدحية، كما استهزأت من منتقديها ومن فقرهم وهي تقول بالحرف: “جمعو دلاحتكم وبطيختكم وكوكوتكم والخبيزة ديالكم وسيرو البحر أو سيرو عومو في الواد”، وفي ذلك تعال وإشارة واضحة إلى أنها تحسب نفسها فوق فئة الشعب.

والذي يجب أن تعرفه “الراقصة مايا”، هو أن هؤلاء الناس الذين يذهبون للبحر بزادهم المتواضع، لهم كرامة وشرف ويذهبون للبحر للاستجمام وللترويح عن أنفسهم وليس للرقص حفاة عراة لأسيادهم في اليخوت ليروحوا عنهم لبعض الوقت، قبل أن يعودوا لمشاريعهم وأعمالهم وتلازم صاحبتنا مكانتها “المعلومة” فلا هي معهم ولا شريكة في مشاريعهم، ولا هي مع أصحاب الكرامة والشرف ممن تتهجم عليهم دون خجل ولا حياء.

والذي يجب أن تدركه “الراقصة مايا”، أن المغاربة لا يأبهون لها ولا لانحرافها ويتوقعون منها أن تفعل أكثر مما فعلته وإذا ظهر السبب بطل العجب، ولكن الضجة التي أثيرت حول مقطع الفيديو راجعة بالأساس للاعتقاد بكون المسؤول الأول عن أكبر مؤسسة اقتصادية وطنية هو الذي ظهر خلاله، وفي ذلك مؤاخذة عليه.

والأكيد أن خرجة هذه “المايا”، هي خرجة ماكرة عرفت كيف تستثمرها لصالحها لتخرج من الفضيحة رابحة ولترفع من أسهمها، خصوصا وأن أمثالها ليس لديهم أصلا ما يخسرون كلما كانوا شركاء لأشخاص من علية القوم في فضيحة من الفضائح.

وفي المقابل، فالخاسر هو “مول الفوسفاط”، لاسيما في ظل صمته وتمريغ الراقصة لسمعته في التراب بدفاعها عن الحق في الترف والتقلب في النعم، فضلا عن جعله عدوا للفقراء والمحتاجين والطبقة الوسطى.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع