هل المغرب بلد علماني فعلا أم أن التوفيق الذي عمّر كثيرا قد خرّف؟

خلال حضوره لمجلس النواب المغربي، كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن تصريح مثير للجدل كان قد أدلى به أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة وقال ضمن قال أن “المغرب بلد علماني”!.
نعم..التوفيق قال إنه أخبر وزير الداخلية الفرنسي أن “المغرب بلد علماني”، وهو ما أثار ضجة كبيرة داخل المجلس وفي وسائل الإعلام، حيث اعتبره الكثيرون تناقضًا مع الدستور المغربي ونظام إمارة المؤمنين.
التوضيح الغائب: المغرب بلد علماني أم إسلامي ؟
في اللقاء الذي جمع التوفيق مع وزير الداخلية الفرنسي، قال التوفيق إنه أجاب على ملاحظة الوزير الفرنسي حول “صعوبة تقبل العلمانية” في المغرب بقوله: “نحن علمانيون”.
هذه العبارة أثارت العديد من التساؤلات حول المقصود منها، خاصة وأن المغرب يعتبر بلدًا إسلاميًا وفقًا لدستوره، حيث ينص على أن إمارة المؤمنين هي أساس النظام السياسي، وهو ما يتناقض مع ما ذكره الوزير.
إمارة المؤمنين والدستور المغربي: هل يتماشى مع العلمانية؟
التصريح الذي أدلى به الوزير التوفيق قائلا المغرب بلد علماني، يأتي في وقت حساس، حيث يظل موضوع علاقة الدين بالدولة في المغرب محل نقاش وجدل.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه الدستور على أن المغرب دولة إسلامية من خلال مؤسسة إمارة المؤمنين، يعكس تصريح التوفيق تباينًا في المفاهيم التي قد تخلق ارتباكًا في فهم هوية النظام السياسي المغربي.
الصوفي القبوري”من يرغب في فعل شيء يمكنه القيام به، لأنه لا إكراه في الدين”..
من #المغرب، وزير أوقاف أمير المؤمنين الذي حاصر المساجد🕌 ومنع ذكر اسم #غزة فيها، يصرّح مخالفاً للدستور المغربي:
نحن دولة علمانية!.#منقول.. pic.twitter.com/a5jAcMelXG— SbintA (@S_A2101) November 26, 2024
ردود فعل غاضبة: هل يمثل الوزير المغرب أم يتحدث عن رأيه الشخصي؟
عقب هذا التصريح، اندلعت موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط البرلمانيين المغاربة.
العديد من المنتقدين أشاروا إلى أن التوفيق لم يوضح للوزير الفرنسي أن المغرب لا يتبع نموذج العلمانية الأوروبية، بل يحترم تقاليد دينية تؤطر الحياة السياسية والاجتماعية، وفي مقدمتها مؤسسة إمارة المؤمنين التي تجمع بين الدين والدولة.
فيما ذهب البعض أكثر من ذلك، حيث كشف البعض أن مرض الخرف بدا جليا على الوزير الذي عمّر كثيرا على رأس وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، التي فيها ما فيها وعليها ما عليها..
هل يؤدي التصريح إلى أزمة دبلوماسية؟
مع تصاعد الجدل، يطرح البعض سؤالًا حول تأثير هذا التصريح على العلاقات بين المغرب وفرنسا.
فبينما كان القصد من التصريح توضيح مواقف المغرب تجاه الإسلام المعتدل، فقد يسبب تصريح التوفيق ارتباكًا بين الرأي العام المغربي والفرنسي حول هوية المملكة في الوقت الراهن.
محاولة لفهم التصريح وتداعياته
على الرغم من محاولة تأكيد أن التصريح كان مجرد محادثة عابرة، يبقى السؤال حول هوية المغرب السياسية والدينية مفتوحًا للنقاش.
هل المغرب يسير نحو تبني العلمانية، أم أنه يظل ثابتًا على نهجه الإسلامي المتمثل في إمارة المؤمنين؟
ولا يستبعد أن يكون لهذا التصريح تداعيات كبيرة على فهم النظام السياسي المغربي داخليًا ودوليًا، وما على وزير الأحباس و أستاذ الإجتماعيات سوى توضيح الأمر أكثر.