هكذا تفرق دم خاشقجي بين القبائل

الأولى كتب في 23 أكتوبر، 2018 - 13:15 تابعوا عبر على Aabbir
إنفلونزا
عبّر

رضوان جراف-عبّر

على الرغم من الحماس الذي أبداه البعض لموقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من قضية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل مقر قنصلية بلاده في اسطنبول، و الهالة الإعلامية التي صاحبت ذلك، إلا أنه ليس هناك من وصف  يمكن أن نصف به الخروج الإعلامي للرئيس المذكور، صباح اليوم الثلاثاء، إلا بالقول تمخض الجبل فولد فأرا.

 

فالرجل و عوض أن يجعل من قضية اختفاء الصحفي السعودي المغدور محورا لخطابه كما كان منتظرا، استغل المتابعة الإعلامية العالمية لخطابه المنتظر، ليسوق لشخصه و لانجازاته بلده، و في النهاية ردد نفس الأخبار و المعلومات التي يمتلكها الجميع و لم يضف عليها جديدا يذكر، سوى دعواته لمعاقبة المسؤولين الحقيقيين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء، و هو الأمر الذي يطالب به القاصي و الداني منذ أن تفجرت هذه القضية، فما الجديد الذي اتى به خطاب اردوغان المنتظر.

 

الفحوى الفارغ لخطاب الرئيس التركي اليوم أمام كثلة حزبه النيابة، لا يمكن قراءتها إلا في سياق التطورات التي عرفتها الساحة التركية خلال الأيام القليلة الماضية، فمباشرة بعد تفجر قضية خاشقجي، تسارعت الاتصالات بين أنقرة و الرياض و واشنطن، ثم تلا ذلك إعلان الإفراج عن القص الأمريكي الذي كان متهما بالجاسوسية مع منعه من السفر، ثم بعد يومين أعلنت السلطات  التركية أن الرجل حر  و بإمكانه السفر، مباشرة بعد ذلك صعدت أسهم الليرة التركية في البورصة، لتسجل أقوى أداء لها منذ أشهر، و لنا أن نتساءل ما الذي تغير حتى تفرج أردوغان عن القس الأمريكي الذي كان يعتبر إطلاق سراحه قبل أسابيع مسألة كرامة، و ما الذي تغير حتى يخرج أردوغان بخطاب أقل من المأمول بكثير، في الوقت الذي روجت الآلة الإعلامية التركية لهذا الخطاب كونه سيكشف الدلائل و البراهين التي ستفضح حكام السعودية على رؤوس الأشهاد.

 

كل هذه الأسئلة ستكشف عنها الأيام القليلة المقبلة، بما أن دماء الصحفي المغدور، جمال خاشقجي، تفرقت بين القبائل، و أصبح الجميع يتاجر فيها و بها، فلا قيمة للإنسان و حقوقه في ظل التجاذبات السياسية و المصالح الدولية، و أردوغان و غيره من الحكام و السياسيين، هم جزء من هذا الفيلم السيئ الذكر، لذلك حق للبعض ان يقول، انه لا يجيب ان نعلي سقف تطلعاتنا امام السياسيين، لأنه ليس بين القنافذ أملس.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع