هذا هو أمير المومنين..

الأولى كتب في 31 مارس، 2019 - 22:42 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

كـــمال قــروع 

 

اكدت بالملموس، زيارة البابا فرنسيس كبير الكنيسة الكاثوليكية للمغرب، بعد دعوة كريمة من لدن جلالة الملك أمير المومنين، محمد السادس، أن المملكة المغربية مركز التسامح والإعتدال ونبذ التطرف..

 

 

كما ان زيارة البابا وقدومه للمغرب، لم يكن صدفة او مجاملة فقط، بل يعكس رسالة، شبيهة بتلك التي تحملها البشرية، والرامية الى نشر الانفتاح والاعتدال والتسامح ومحاربة التطرف والإرهاب، هذا الأخير غير مرتبط بدين او فكر معين، بل هو مرض تشبعت به نفوس عليلة في الأصل، وتمارسه أنظمة استبدادية واخرى مغتصبة لحقوق البشرية، فكان نداء القدس رسالة اخرى مفادها الحفاظ على تراث الديانات التوحيدية الثلاث..

 

 

الزيارة التاريخية للحبر الاعظم، كشفت عن شخصية جلالة الملك اكثر، واظهرت جرأته ومكانته في العالم بأسره، بدءا بخطابه المتعدد اللغات، وجوهر مضمونه، الذي قل من يتناول بالموضوع ما تناوله أمير المومنين في حضرت البابا وأمام ملايين المشاهدين..

 

 

وقال أمير جميع المومنين: “حرصنا على أن يعبّرَ توقيتها (الزيارة) ومكانها، عن الرمزية العميقة، والحمولة التاريخية، والرهان الحضاري لهذا الحدث. فالموقع التاريخي، الذي يحتضن لقاءنا اليوم، يجمع بين معاني الانفتاح والعبور والتلاقح الثقافي، ويشكل في حد ذاته رمزا للتوازن والانسجام. فقد أقيم بشكل مقصود، في ملتقى نهر أبي رقراق والمحيط الأطلسي، وعلى محور واحد، يمتد من مسجد الكتبية بمراكش، والخيرالدة بإشبيلية، ليكون صلة وصل روحية ومعمارية وثقافية، بين أفريقيا وأوروبا. وأردنا أن تتزامن زيارتكم للمغرب مع شهر رجب، الذي شهد إحدى أكثر الحلقات رمزية من تاريخ الإسلام والمسيحية، عندما غادر المسلمون مكة، بأمر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولجأوا، فرارا من الاضطهاد، إلى النجاشي، ملك الحبشة المسيحي. فكان ذلك أول استقبال، وأول تعارف متبادل بين الديانتين الإسلامية والمسيحية”، وهذا كلام وجيه وقل من يتجرأ على قوله او التعبير عنه، لكن جلالته ذو الحمولة التارخية وسليل الدوحة النبوية، كان في الموعد، بل زاد جلالته قائلا :” وبصفتي ملك المغرب، وأمير المؤمنين، فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف دياناتهم”، وهو واقع معاش في المملكة الشريفة بشكل يومي.

 

 

وبعيدا عن المجاملات او محاباة، قال جلالة الملك، ان الديانات السماوية لم توجد لأجل التناحر بينها لتصل لمرحلة البحث عن التسامح، بل وُجدت للانفتاح على بعضها البعض وللتعارف في ما بينها في سعي دائم للخير المتبادل ولمواجهة التطرف بكل أشكاله.

 

 

مضيفا :”إن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا. بل الحل يكمن في شيء واحد، هو التربية. فدفاعي عن قضية التربية، إنما هو إدانة للجهل. ذلك أن ما يهدد حضاراتنا هو المقاربات الثنائية، وانعدام التعارف المتبادل، ولم يكن يوما الدين. واليوم، فإني بصفتي أمير المؤمنين، أدعو إلى إيلاء الدين مجددا المكانة التي يستحقها في مجال التربية”.

 

 

إن كل متتبع للزيارة التاريخية بكل المقاييس، يشهد بما يقوم به المغرب على أرض الواقع، وعلى مختلف الأصعدة، اهمها وأجلها، حماية الدين والمحافظة على العقيدة السمحاء، ناهيك عن مهمة نشر الإسلام المعتدل في افريقيا واوروبا عن طريق معهد محمد السادس..

 

 

ان زيارة البابا فرنسيس، اثبت أن المملكة المغربية تشكل استثناء بين دول العالم، هذا الإستثناء مبني على تلاحم الشعب بالعرش العلوي، وبرمزية امارة المومنين، ويعكس الاستثناء ايضا بتحديث مؤسسات الدولة لمواكبة التطورات وفقه المستجدات، ورحم الله الحسن الثاني حينما قال : المغرب شجرة، جذورها في افريقيا واغصانها تعانق اوروبا ، او كما قال.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع