هالة البكالوريا بين الخوف من الرسوب وضغط الأسرة والمجتمع

الأولى كتب في 16 يوليو، 2020 - 20:30 تابعوا عبر على Aabbir
نتائج الباك
عبّر

كبيرة بنجبور ـ عبّــر

 

 

يعيش التلاميذ في هذه الفترة رهابا من نوع خاص حيث يضيق التنفس وتشتد عضلة القلب لسماع خبر النجاح في الدراسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتلاميذ الباكالوريا، هذه الأخيرة التي تربعت على سقف الأحلام عند من هم دون سن الـ18 سنة، من المتمدرسين، فالباكالوريا حلم وهدف وأفق منتظر مشت له الخطى بثبات منذ أول يوم في فصل السنة الابتدائية.

 

 

ويلعب الضغط النفسي الذي يتخبط فيه تلاميذ سنة الباكالوريا دورا حاسما في المساعدة أو الإحباط خلال اجتياز الامتحانات، ويجد التلميذ نفسه محملا بعبء إدخال الفرحة على أسرته ومعارفه، ومجابهة أعدائه والمجتمع المتشفي ناهيك عن ضغط التحصيل السنوي والمواد الدراسية والمراجعة والحفظ والارتباك أثناء الامتحان.

 

 

قديما كانت نتائج الباكالوريا تصدر بالجرائد، وكان لكل مجد نصيب ولكل ناجح حظ وفير من الزغاريد والحفلات، والذي رسب كمن فقدت عائلته عزيز، ففي مدينة مكناس مثلا، كان صهريج السواني مكانا يقصده الراسبون ويلقون بأنفسهم فيه للخلاص، منهم من ينتحر ومنهم من يحاول ومنهم من ينجو بأعجوبة رافضا الاستمرار في الحياة مادام الأخيرة متوقفة على الباكالوريا ومادام أنه لم يبلغها فقد انتهى الأمر بالنسبة إليه.

 

 

وبالأمس القريب كان “الطابلو” مصدرا وحيدا للأخبار عند ينذر بتاريخ ظهور النتائج، يرابط التلاميذ وآبائهم ومعارفهم ببوابة الثانويات في انتظار “الطابلو” ويمكن أن يقضو يوما بكامله في الانتظار حتى يأتي الفرج وتعلق الأسماء المكتوبة بخط اليد وتبحث عن اسمك من ضمن العشرات وتبدأ موجة الإغماءات الجماعية بين الأمهات والتلميذات وانهيارات الشبان المتباكون إما من شدة الفرح أو من شدة الانكسار.

 

 

اليوم ومع ظهور النتائج ووضع موقع الاطلاع عليها يظهر ذلك التوثر في صعوبة الولوج للرابط، من كثرة الضغط عليه ودخول عدد كبير في وقت واحد، ترقب يتجسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث تعج الصفحات الفايسبوكية بالتساءل وبالفرحة وبالانكسار، وبدعوات التوفيق لتبقى الأسرة والوالدين بالخصوص هم الأكثر تأثرا من التلميذ نفسه ففرحة النجاح بالنسبة لهم لا تقدر بثمن.

 

 

 

تختلف الأمكنة والأزمنة وتتغير الأمور وبعد سنة من الحصول على الباكالوريا يستيقظ البعض من وهم الأهمية والقيمة والهالة التي حظيت بها تلك الشهادة والتي هي في الأصل معبر لمرحلة أهم في التكوين الشخصي للفرد، ورغم أن شهادة البكالوريا لم تعد كما كانت في السابق تأشيرة لولوج الوظيفة بشكل مباشر في قطاعات حكومية رغم ذلك كله تظل رمزية الباكالوريا مقدسة وداخل كل أسرة تتجسد تفاصيلها بفرد أو فردين وبحكاية متفردة تبدأ من الدراسة وتنهتي بالتحصيل أو الرسوب.

 

 

ومن بين الأمور الملاحظة خلال السنوات الأخيرة ارتفاع معدلات التحصيل بشكل كبير والحصول على معدلات لم تكن لتكون أبدا في الماضي بل وأصبح الرهان اليوم عند الغالبية من التلاميذ الميزة وليس النجاح فقط وهو ما يحيل على إدراك هذه الفئة لأهمية الحصول على نقطة تسمح باختيار المسار الدراسي في ما بعد، غير أن جعلها رهانا واحد وأوحد إما أن يكون أو لا يكون وإقصاء كل مهارات التلميذ وتلخيصه في نقطة الباك وتغليف العقل  بفكرة الحصول على نقطة معينة وأكثر دون الأقل يعطي نتائج سلبية قد تدفع إلى حد الانتحار، ليبقى التقبل وإعطاء الأمور حجمها لا أكثر منفذا للحصول على الباكالوريا بميزة دون غرهاق نفسي وهو الأمر الي يعكس جليا على اأغلب المجتازن للباكالوريا أحرار فغالبيتهم يضعون الضغط النفسي جانبا ويجتازون الامتحان عملا بـ “ربحة أو ذبحة” فيصيبون الهدف وينالون شهادتهم بميزة.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع