هاته هي وصية شهيد الرجاء لشعب الرجاء الأخضر

رياضة كتب في 26 ديسمبر، 2021 - 22:00 تابعوا عبر على Aabbir
الرجاء
عبّــر

بقلم سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر

 

إلى خصوم الرجاء، شهيد الرجاء الكوني يخاطبكم ،،،، تجملوا بسكوتكم، واستمعوا بخشوع أخضر في حضرة مأدبة الله، فالذي استشهد من أجل القمر لاتغنيه النجوم ،،، فمن يحمل قنديلا في صدره لايعني له الظلام شيء ،،، لهذا لم يسكت قلبي خيانة للمحبوب ، بل سكت حتى لا أكون شيطانا أخنس، يستمتع بنكش الحظ السيء نكشا ، فروحي وهي في طريقها للسماء ، كانت مصحوبة بملائكة الرحمن ، وهي تزفني نسرا لاتعلوا إلى قمته الهامات المنكسرة ، فإذا عاش النسر عاش أبنائه، صحيح ، لذلك كانت الملائكة وهي تحفني في موكب يليق بقبيلة المجد الأخضر ، تهمس في أذني قائلة : نافر الخصوم بأن السيادة كانت ولازالت وستبقى لكم ، فالمستسن كالشبل ، نافرهم على أنك أكبر منهم حسبا ، وأقعد منهم نسبا ، وأطول منهم قصبا ، واغزر منهم لقبا … فاخر خصمك على أنك بر وإنه لفاجر ، وانك لولود وإنه لعاقر …نافره واحرق كبده ، فأنت الرجاء وهو اليأس،،،،، نافره فأنت أسمى منه سمة ، وأعلى قمة ، وأحسن لمة ، وأجعد جمة وأبعد همة، وفي الأخير بعد أن تتمكن منه وترديه قتيل قل لعشيرته : لم يشخص كما شخصت أنا ، فأنا الثرا وداني الشيب والهرم ….

 

مصطف شهيد الكرامة يقول لكم في مشهدية رحلته : رحلت خوفا من أن يغتصب الحاضر بكارة المستقبل الهادر ،،، فرب دهر بكيت منه ، فلما صرت في غيره بكيت عليه ،،، هكذا تملكني الفزع ، فنطقت الشهادات الثلاث .. أشهد أن لاإله إلا الله ، واشهد أن محمد رسول الله ، وأشهد أن الرجاء صنيعة الله في الأرض لقلوب الحيارى ،،،، أليس الله محبا للجمال ، فالرجاء هي الجمال نفسه ….الجملة صحيحة كما كان يقول رفيقي في الشهادة ، جمال خاشقجي …

 

ياشعب الرجاء العظيم ، استمروا في تمزيق أذان الخصوم وشباكهم ، بسادية لاقعر لها ، فكلما تمكن منكم الضجر ، قوموا برحلة إلى قديسنا الطنطاوي واستمتعوا بابتسامه الربانية، وروحه الزكية الخضراء ،،،،، امضوا في تقليب لحظات يومكم ، بمتعة جريان اسم الرجاء على ألسنتكم، اذكروها حتى تمتلأ رئة كل واحد منكم بنفسها النقي ، نعم أذكروها أكثر مما تتنفسون… فلقد تيقنتم أن في حبها العذري يسكن الصدق ، لذلك لا داعيا لشرب ماء البحر كله حتى تتأكدون أنه مالح ؟؟؟ … ألم تقسموا قائلين ” نلعبوا عليها ونجيبوها والله ماتروحي…” فلماذا راحت … اكتب والدموع تغالبني… فمن لايصدقني اقول له ” لهلا يبليك بحب الرجاء ” .

 

نحن رجاء الشعب الحقيقي ، لذلك تجد أرصدتنا البنكية فارغة ، لكن قلوبنا مليئة بالألقاب وحب الله ، فنحن خلقنا لنفوز، فنحن نهاجم لنغنم بالمجد ، لهذا توقف قلبي عندما شاهدت حبيبتي تخذل عقيدتها ، التي تنص على الكر وليس الفر ، فنحن لم نخلق لندفاع ….لا لا لا ومليون ترليون لا ، بكارتنا في حفظ الله ورعايته ، فلاداعي لندافع عن شباكنا، حتى نثبت للعالم أننا شرفاء ،،،، لأجل هذا سكت قلبي ، وسقطت شهيدا ، لقضية الرجاء العادلة والتي تكاتف قضية فلسطين المقدسة ، فأنا رجاوي فلسطيني، لايزايد علي أحمق في حبي لأولى القبلتين، فمن أجلها يستل السيف، لضرب عنق كل من يتهمني بالتراخي في حب أرض العزة غزة ،،، فلقد تقطعت حبالنا الصوتية في الإنشاد والانتصار لفلسطين ، فكل الأنفاس الحرة تشهد بذلك … فلانامت أعين الحاقدين …

 

جلال الدين الرومي يقول ” يبقى الإنسان أميا حتى يقرأ ذاته ” لذلك لا تتقزموا ، ‏فالبحر الهادئ لا يصنع أبدا بحار ناجحا ولكن في الامواج والاعاصير تظهر قدرات الرجال ،،، فمن رحم المعاناة تخرج العظمة ، أقولها بصراحة وبوجه مكشوف ، لاتكتنفه خائنة الأعين ، اختر لنفسك منزلا تعلو به أو مت رجاويا تحت ظل القسطل، فالموت لاينجيك من آفاته حصن ولو شيدته بالجندل ،،،، فلا تتركوا النهي عن منكر الهزيمة يتلبس بكم ، حتى لا تخرج إليكم الهزائم ، وتأمركم بالمنكر والنهي عن المعروف …

 

فإذا قلبنا الأمر كله ظهر لبطن ، فسنرتكن جميعا لبطش الزمان ، فهو الذي استدل على القضاء وكونه، ببؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق !!!
فالحب لا تعريف له ولا وصف، وكل اجتهاد في تفصيله يفقده جوهره ورونقه، وكل بحث في سبب وقوعك في حب الرجاء بالذات دون غيرها ، لن يعود عليك بإجابة نافعة وحاسمة ومرضية ، فالصفات التي تتمتع بها الرجاء لايتمتع بها آخرون، لذلك تحبها هي ، تحبها وكفى …

واعلموا معشر الجراد…ان الغريم المنزوع الدسم ،،، لايصلح لنا عدوا ولاصديقا ، لهذا إياكم أن تطلقوا النار على أرجلكم من جديد ، حتى لانتخلص من مهلكة ونقع في مهالك …

حبيبتي الرجاء ،،،،، أيتها القوة الناعمة ، المستقبل كله لك ، فإن هبت ريحك اغتنميها، لأن من أرضك يبدأ الصباح وفي أرضك يفنى الظلام ، فرب عبد استشهد حبا في رجاء الله باليمن وجنة الفردوس …

كاتب هاته الحروف ،،، قالها يوما في كلية الحقوق بوجدة ، في حفل نظمتها جالية فلسطين بجامعة محمد الأول ، فلم يكن يظن انه سيعيدها يوما ، ليجمع الله مصطفى ، مع شهداء فلسطين ، وماهذا على الله بعزيز …فكان المطلع :

يا أم الشهيد ابتسمي
نحن مستقبلك وأنت ماضينا

فاللهم ياملك الملك ، نسألك فيضة من فيضانات رحمتك ترحم بها أخينا مصطفى …

مصطفى نم قرير العين ، لن تكون وحيدا ، سنلتحق بك رجاويين،،، فكلنا مشاريع شهداء تفنى في حب الخضراء ….

سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر … عاشقا لرجاء الشعب

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع