نِداءُ المواطَنة لمْ يَصِلْ بعدُ إلى بعضِ الجهات..

عبّر معنا كتب في 29 أبريل، 2020 - 23:20 تابعوا عبر على Aabbir
عبد المنعم شوفي
عبّر

ذ.عبد المنعم شوقي 

 

 

 

تَحدَّثنا في حلقة الأمس عن الصندوق الوطني التضامني لمحاربة فيروس كوفيد-19، و قُلنا أن صاحب الجلالة كان في صدارة المتبرعين لتَتْلُوَه بعد ذلك عدد من المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية، و كذا عديدُ الشخصيات و الأعيان و حتى عامة المواطنين الذين قدموا مساهماتهم على شكل رسائل هاتفية مدفوعة الثمن.

 

 

طبعاً، هذا كُلّهُ أمرٌ مُفْرح لأنه يعكس فيَمَ التضامن المغروس في قلوب المغاربة من جهة، و لأنه خفَّف من تأثير هذه الضائقة على الكثير من المعوزين و المتضررين من جهة أخرى.

 

 

و يَبقى مِن أشد ما يَحِزُّ في النفوس أيها الأحبة، هم تلك المؤسسات التي خَذَلَتنا في الوقت الذي كنا ننتظرها أن تكون أكثرَ مواطَنةً و اندماجاً.. فكيف يُمكن لأبناكِنا مثلا أن تتلاعَب بقروض المُتَعسِّرين، و ترفضَ تأجيلِ أقساط الديون إلّا بعدَ فرضِها لِفوائدَ جديدةٍ لم تُعلِن عنها المجموعة المهنية للأبناك في بلاغها الصريح.. أليس في هذا التعامل خرقٌ واضح للبلاغ؟؟ أليس فيه إِثقالٌ لكاهلِ البسطاء الذين وجدوا أنفُسهم بين جحيم دفع الأقساط و جحيم التأجيل المُؤَدّى عنه؟؟.. لقد كان مفروضاً على أبناكنا أن تكون أكثرَ تفهُّما و مرونةً في تَعامُلها مع ابناء الوطن في هذه الظروف العصيبة.

 

 

و لنأْخُذ مثالا ثانيا من شركات التأمين و خصوصاً تِلك المتعلقة بالتأمين على السيارات. فجميعُنا نلاحظ شِبهَ انعدام لحوادث السير بفعل حالة الطوارئ التي قلَّلت بشكل كبير من نسبة الجَوَلان، و بالتالى فالمستفيدُ الأكبر من هذه الوضعية هي شركات التأمين التي استفادت من الملايير التي كانت ستدفعُها من صُندوقها لفائدة المتضررين من حوادث السير. أليسَ حَريّاً بها أن تتبرع بهذه المداخيل الإضافية لصندوق محاربة الوباء؟؟ أَليْسَتْ مُجبَرَةً على تقاسُمِها مع أبناء الوطن الذينَ أُغْلِقَتْ مصادرُ رِزقهم بفعل تفشي هذه الجائحة اللعينة؟؟

 

 

لا أُريدُ أن أغوصَ في التفاصيل أكثر.. فالمرحلةُ التي تجتازها بلادنا كَفيلةٌ بأن تُبرِزَ لنا كل المؤسسات المواطِنة من تلك المسترزقة اللاهثَةِ وراء الربحِ المادّي لا غير.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع