في الوقت الذي لا تتوقف فيه أبواق العسكر عن الترويج لما تسميه “الشان في بلاد الشان”، وأنه سيكون أفضل نسخة على الإطلاق، واصفة الجزائر بالبلد الرائد على مستوى تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، فضحت طريقة استقبال بعثة المنتخب السينغالي لدى وصوله للجزائر للمشاركة في كأس أمم إفريقيا للمحليين، ضعف دولة الكابرانات وما تتخبط فيه من فوضى وعشوائية.
ووثقت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي كيف أن لاعبي المنتخب السينغالي نزلوا من حافلة مهترئة تعود لسبعينيات القرن الماضي، فوجدوا في استقبالهم فوضى عارمة وعشوائية ممثلة في محيط متواضع لا يليق بدولة البترول والغاز، حيث توجد أربع نساء متسمرات في مكانهن ب”لباس مغربي”، وفرقة موسيقية غير منسجمة يدق عناصرها الطبول بطريقة بعشوائية كما لو كان الأمر يتعلق بفرقة هاوية بأحد الأعراس الشعبية.
وتواصلت مهازل دولة الكابرانات بأن أظهرت الفيديوهات والصور، لاعبي المنتخب السينغالي وهم جالسون حول موائد عليها “قنينات ماء 50 سنتلتر وعصير (الما والزغاريت) وحلويات “ميلفاي” يابسة و”غريبة” كتلك التي يحتفل بها التلاميذ في حفلات نهاية السنة الدراسية.
وانهالت التعليقات الساخرة على صور الاستقبال الجزائري المخصص للمنتخب السينغالي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل النشطاء كيف أن دولة تسمي نفسها “قوة ضاربة” وتمتلك الغاز والبترول والثروات الهائلة، تستقبل ضيوفها بهذا الاستقبال المتواضع في سنة 2023.
كما تساءل النشطاء عن الضجة التي تثيرها أبواق العسكر على المواقع، من أن الجزائر مستعدة لتنظيم أفضل حدث كروي إفريقي في التاريخ، في حين أن الواقع شيء آخر تماما.
واستغرب كثيرون كيف أن دولة العسكر لا تجد حرجا في الترشح لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، مدعية أحقيتها بنيل هذا الشرف على حساب المغرب الذي يبقى رائدا على مستوى تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، ورئيس “الكاف”، باتريس موتسيبي.
وفي هذا السياق، علق أحد النشطاء ساخرا:”رغم النفط و الغاز فالصورة تكشف عن تواضع امكانيات هذا البلد”.
وعلق ناشط آخر متهكما:”اللباس مغربي والموسيقى تونسية دولة الكابرانات عريانة ثقافيا وحضاريا وأخلاقيا، منتخب مستقبلينو بقرعة الما 50 سنتلتر وعصير الما والزغاريت وميلفاي يابسة وجوج غريبات الحمد لله لي متزاديتش في الجزائر”.
وأضاف آخر بسخرية:”:”ميلفاي وجوج غريبات مونادة والماء فكرونا فالزمن الجميل احتفال نهاية السنة كنجيبوا مونادا وبيمو هنا التاريخ توقف عن الدوران لدى الجزائريين ربما لشدة تكدسه لم يجدوا أين يخزنون المزيد منه فتوقفوا عن التطور ولبثوا في هذا العصر لايسعنا إلا أن نصفق لهاته العبقرية الكابرانية التي أبهرت العالم”.
وعلق أحدهم مستغربا:”ما هذا يا هذا واش مازالين كتستقبلو الناس بالكيكة ديال لكريم باكية ديال ميلفاي ها كأس العالم للأندية قريب وتفرج الاستقبال كيفاش كيكون عند سيادكم”.
من جانبه، علق ناشط تونسي على الفضيحة بالقول:”غيطة ودقة الطبل على الطريقة التونسية ولكن بلا اتقان .. كولشي عندهم مبردي وعشوائي.. ما فماش ذوق ما فماش حضارة ما فماش تقاليد ولا تنظيم.. ولا انسى الحافلة القادمة من سبعينيات القرن الماضي حافلة مهترئة”.
هذا ولازالت فضائح دولة الكابرانات تتناسل أيام قليلة على انطلاقة منافسات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، إذ بعد تميمة الشان العشوائية، والحافلات المهترئة المخصصة لنقل المنتخبات الإفريقية، وترحيب مسؤول جزائري ببعثة المنتخب الغاني مستعينا بمترجم “غوغل” للتلفظ ببضع كلمات باللغة الانجليزية، واهتزاز ملعب “نيلسون مانديلا”، الذي لا تكف الأبواق الجزائرية عن التبجح به ووصفه بالتحفة المعمارية الأفضل عربيا وإفريقيا، على وقع فضيحة هندسية مدوية، جاءت طريقة استقبال بعثة المنتخب السينغالي وتواضعها وعشوائيتها، لثتير موجة سخرية عارمة على الجارة الشرقية.
زربي مراد – عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع