الخطوبة الجماعية

موسم الخطوبة الجماعية ينطلق بالأطلس الكبير

نشر في: آخر تحديث:

بعد مغامرة روحية يقوم بها شباب الأطلس الكبير، والمتمثلة في خوض سباق إمليشيل للطريق والجري الحر لمسافة 15 كيلومتر، يقام عقد قران جماعي يحيي من خلاله سكان المنطقة، تفاصيل قصة حب أسطورية خلدها التاريخ وترسخت في أذهان قبائل الأطلس الكبير.

أعلنت جمعية “أخيام”، بشراكة مع جماعتي “بوزمو” و”إملشيل”، تنظيم موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي 2024 خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 21 شتنبر القادم، تحت شعار “تراثنا اللامادي قاطرة التنمية المحلية”.

وستتضمن فعاليات المهرجان خلال موسم الخطوبة، حسب بلاغ الجمعية، ولادة فعالية ذات طموحات كبيرة تتمثل في سباق إملشيل للطريق، وهو سباق للجري الحر يمتد لمسافة 15 كيلومترا،مضيفة أن الأمر لا يتعلق بمجرد منافسة، بل مغامرة روحية حول بحيرتي إيسلي وتيسليت لإعادة كتابة أسطورة روميو وجولييت بقمم الأطلس الكبير.

و أضافت الجمعية أن هذه التظاهرة الثقافية، تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الوطني، وتسمح للجمهور بتقدير الفن الشعبي للأطلس الكبير،كما أنها فرصة فريدة للاحتفال بموسيقى الأعالي بجميع ألوانها وترسيخ ذكريات جديدة لدى الناشئة.

قران جماعي

وسيتخلل هذا اﻟﺤﺪث، اﻟﺬي سيستمر لمدة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم، ﺣﻔﻞ لعقد قران جماعي ممزوج بالأغاني واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة واﻟﺮﻗﺼﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻷزﻳﺎء اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ، فيما ستتيح ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻮﺳﻢ ﻟﻠﺰوار اﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺒﺎﺋﻌﻴﻦ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮاﻓﺪون ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻤﻐﺮب، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﻪ إلى ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 120 ﺗﻌﺎوﻧﻴﺔ بهدف خلق ﻧﺸﺎﻃ ﺗﺠﺎري مهم بالمنطقة.

إملشيل

وأفاد البلاغ أن هذا المهرجان ينظم على ﺑﻌﺪ 22 ﻛﻠﻢ ﺟﻨﻮب إﻣﻠﺸﻴﻞ بإﻗﻠﻴﻢ ﻣﻴﺪﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب، وﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻗﺪم وأﻫﻢ ﻣﻮاﺳﻢ اﻷﻃﻠﺲ اﻟﻜﺒﻴﺮ لافتا أن ﻗﺒﺎﺋﻞ آﻳﺖ ﺣﺪﻳﺪو دأﺑﺖ كل ﻋﺎم على إﻗﺎﻣﺔ ﺣﻔﻞ ﻋﻘﺪ ﻗﺮان ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﻟﻠﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻷزواج اﻟﺸﺒﺎب ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻌﺎدة ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﺣﻴث ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ آﻳﺖ ﺣﺪﻳﺪو ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺤﺮﻳﺼﺔ على ﻋﻘﺪ اﻟﻘﺮان ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف إﺣﺪى اﻟﺰواﻳﺎ، واختيار ﺷﻬﺮ ﺷﺘﻨﺒﺮ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺼﺎد وﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ الأﻋﺮاس اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺷﻬﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ.

وتعود تفاصيل هذا الحدث إلى الأسطورة القديمة الملهمة لكل العاشقين، والتي تحدثت عن حب نشأ ﺑﻴﻦ ﺷﺎﺑﻴﻦ ﻳﻨﺘﺴﺒﺎن إلى ﻗﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻣﺘﺠﺎورﺗﻴﻦ اشتهرتا ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻣﺔ واﻟﻌﺪاوة، وهو ما حال دون تمكنهما من الزواج، ليصعدا إلى الجبل وأغرقا نفسيهما في دموعهما التي أضحت تشكل بحيرتان، تحمل الأولى اﺳﻢ إﻳﺴﻠﻲ (اﻟﻌﺮﻳﺲ) واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﻠﻴﺖ (اﻟﻌﺮوس). وتشير الأسطورة إلى أن القبيلتين أرادﺗﺎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻧﺪﻣﻬﻤﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻮﺳﻢ ﺳﻨﻮي ﻟﻠﺰواج اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ لتخليد هذه قصة الحب هذه.

الأثر الاقتصادي

ويقام هذا الحدث بشكل سنوي يلتقي فيه رعاة الماشية لبيع أغنامهم، ويتم خلاله شراء السلع الأساسية الخاصة بفصل الشتاء.

في هذه المناسبة، ترتدي النساء الزي التقليدي المسمى “الحنديرة”، وهو عباءة صوفية ذات خطوط بيضاء وسوداء أو زرقاء داكنة مع خطوط حمراء حسب القبيلة، إضافة إلى المجوهرات التقليدية وشظايا الفضة وتُرفق هذه الملابس بأغاني ورقصات تقليدية مثل “أحيدوس”.

ويعتبر هذا الموسم جزءًا أساسيًا من الاقتصاد بالمنطقة،  لجلبه مبالغ كبيرة للمنطقة بفضل التبادل التجاري بين سكان القبائل، وكذا لاستقطابه عددًا كبيرًا من السياح المغاربة والأجانب الذين يأتون لحضور مهرجان الفولكلور الذي يصاحب هذه المناسبة.

اقرأ أيضاً: