منسق عريضة الحياة بسوس: تجربة عريضة الحياة.. ماذا نريد لهذا البلد!!!

منوعات كتب في 28 سبتمبر، 2020 - 21:32 تابعوا عبر على Aabbir
عريضة الحيياة
عبّر

خالد أنبيري-عبّـــر

 

خيبة أمل كبيرة تلك التي خلفها قرار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، صباح اليوم الإثنين، بعد استقباله للجنة عريضة الحياة، التي وقعها أزيد من 40 ألف مواطن مغربي، مطالبين بإحداث صندوق خاص بمرضى السرطان، والقاضي بقبول العريضة شكلا ورفضها موضوعا، ما خلف حسرة وأسى في عدد من المغاربة الذين تفاعلوا مع هذه العريضة، بل شاركوا في إنجاح هذا العرس الدستوري بامتياز، قبل أن تنغس عليهم الحكومة فرحتهم بهذا القرار.

 

ومباشرة بعد صدور قرار رئيس الحكومة بخصوص العريضة المذكورة، نشر “توفيق السميدة” الفاعل المدني بمدينة أكادير، ومنسق عريضة الحياة بجهة سوس ماسة والذي بذل جهدا كبيرا لإنجاح هذه المبادرة، تدوينة على حسابه الرسمي على الفايسبوك، يوجه فيها اللوم للحكومة، متسائلا من خلالها، ماذا نريد لهذا البلد بعد تجربة هذه العريضة، والتي كانت حسب السميدة فرصة أبان فيها المغاربة عن انخراطهم الجاد في تفعيل مقتضيات الدستور والتنزيل الحقيقي لمبدأ الديموقراطية التشاركية، كركيزة أساسية لإعادة بناء الثقة بين الشعب والمؤسسات، الشيء الذي لم تستحضره الحكومة قبل إصدارها لقرارها الذي نزل كالصاعقة على المغاربة.

 

 

وكتب السميدة قائلا.. عندما انخرطنا تطوعيا في تنزيل الديمقراطية التشاركية على أرض الواقع باعتبارها من أهم مكتسبات دستور 2011، فلأن ذلك كان إيمانا راسخا منّا كمواطنين فاعلين بضرورة الاستمرار في الانتقال الديموقراطي ببلدنا الذي تعثر وانتكس غيرما مرة.

 

وأضاف، عريضة المطالبة بإحداث صندوق مكافحة السرطان ساهمت بشكل كبير في هذا التنزيل الفعلي للديموقراطية التشاركية، التنزيل الذي تطوع من أجله آلاف المغاربة وساهمت في تفعيله جميع فئات المجتمع المغربي وحسياسياته وأطيافه، بحكم أن الهدف منها إنساني نبيل بالدرجة الأولى.

 

اليوم وقد قطعت هذه المبادرة أشواطا كبيرة بعد مخاض غير هيّن، يريد توفيق، وصولا إلى قبولها شكلا لا مضمونا، يصعب علينا الاستمرار في بث الأمل حولنا، مضيفا بأنه والمؤكد منه اليوم أن التجربة سجلها التاريخ كونها أول عريضة تبلغ مقصدها رغم كل الإكراهات المسطرية والشروط التعجيزية، كما تسجل الهوة الهائلة بين آمال المواطن المغربي وانشغالات الحكومة وأولوياتها.

 

وأورد السميدة، اليوم وقد جاء رد رئاسة الحكومة عبارة عن بدائل لمطلب العريضة الأساس، امتزج في الحقيقة احساسنا بالنصر كون العريضة قبلت شكلا مع احساسنا بخيبة آمال كبيرة، باعتبار أن المضمون تمّ الالتفاف عليه بتقديم بدائل لا تستجيب لكنه المطالب المضمنة في مضمون عريضة الحياة.

 

وختم الفاعل المدني توفيق السميدة تدوينته، قائلا “لا ندري اليوم كيف سنستعيد الأمل في مستقبل هذا البلد ومؤسساته الدستورية وكيف لنا أن ندعو إلى مبادرات تجعل المواطن عنصرا محوريا في الخيار الديموقراطي الذي أسِّست حوله الوثيقة الدستورية لسنة 2011.

 

هي إذن تدوينة تحمل بين ثناياها العديد من الرسائل لمن يشرف على تدبير الشأن العام، لمن لم يستطع أن يتفاعل مع مطلب أجمع عليه المغاربة، لا للشيء إلا لأنهم أحسوا بضرورة تنزيل هذا المطلب نظرا للمعاناة التي تعانيها شريحة المصابين بالسرطان بكل أنواعه، لكن بين هذا وذاك، يبقى السؤال المطروح، هل سيثق المغاربة بالعبارات التي يتغنى بها المسؤولين الحكوميين من قبيل الديموقراطية التشاركية والحكامة وإشراك المواطنين في تدبير شؤونهم واقتراح ارائهم و و و… بعد سقوط الحكومة في أول امتحان دستوري امتحنها فيه المواطن المغربي؟؟

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع