مغارة بوبكر الجامعي والضرب على وثر العنصرية المقيتة

الأولى كتب في 12 ديسمبر، 2022 - 12:42 تابعوا عبر على Aabbir
بوبكر الجامعي
عبّر ـ صفاء بالي

 

يبدو أن الزمن قد توقف، منذ أمد بعيد، داخل مغارة بوبكر الجامعي. هذه المغارة الكئيبة، والتي يسكنها قوم أشبه بأهل الكهف، قيل أنهم سبعة وثامنهم ميكروفونهم، لم يعد يتوفر فيها من زاد لتقديمه لجماعة من الجوعى سياسيا وفكريا وإعلاميا عدا صنوف من الضرب على وثر النزعات الطائفية والعنصرية والعرقية المقيتة يسعون يائسين لنشرها وسط العامة.
مناسبة هذا الكلام ما وقع ليلة الإنتصار التاريخي للفريق الوطني المغربي على الفريق البرتغالي وبالتالي تأهله لنصف نهاية كأس العالم لكرة القدم بقطر، عندما لم يجد بوبكر الجامعي ما يفسد به فرحة المغاربة وما يدغدغ به عواطف ما تبقى من حوارييه سوى القول بغير قليل من الشماتة حد التهكم الاشمئزازي أن هذا الإنتصار لا يعود لفريق وطني موحد ومتجانس ومتضامن بقدرما يعود فيه الفضل لمن أسمائهم بجماعة من “الريافة” متباكيا بحسرة التماسيح على من يعتبرهم أبناء الجالية المحرومين، حسب قوله، من حقهم في التصويت والتمتع بحقوقهم في المشاركة في الانتخابات بالمغرب.

طيب، هذا كل ما وجده بوبكر الجامعي للحديث عن الإنجاز التاريخي للفريق الوطني المغربي لكرة القدم في كأس العالم بقطر، وهذا كل ما جادت به قريحته للسعي كعادته في تبخيس المنجزات التي تحققها بلادنا في مختلف المجالات، وآخرها ما يحققه الناخب الوطني وليد الركراكي واعضاء الفريق الوطني المغربي لكرة القدم حاليا بقطر. ولعمري أن هذا يدخل في صميم ما يعتبره المناطقة ب “سياسة ضرب الطر” ويدخل في باب ما يقول عنه المثل المغربي الرائج “البحث عن بيض القمل في رأس النمل”.

فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه أن جعل الناخب الوطني وليد الركراكي لم يتابع هذه الترهات التي رددها بوبكر الجامعي في حضرة حوارييه من أمثال فؤاد عبد المومني وخالد البكاري وعمر أحرشان والمعطي منجب.. وغيرهم من كثيبة أهل كهف ناموا لقرون عديدة ليستفيقوا فجأة على هتافات تصدح بها حناجر الملايين من أبناء الشعب المغربي، رجالا ونساء، كهولا وشبابا وأطفال، داخل وخارج الوطن، ومعهم ملايين من الأفارقة والعرب ومن بلدان أخرى وهم يحتفلون بهذه الانتصارات البطولية التي يحققها “أسود الأطلس” في قطر.

ماذا يا ترى كان سيكون رد فعل الناخب الوطني وليد الركراكي، ومعه “أسود الأطلس”، لو كتب لهم أن يسمعوا ما قاله في حقهم بوبكر الجامعي؟

فمنذ متى يتم الإعتماد في تشكيل الفريق الوطني لكرة القدم على معايير الإنتماء الجهوي والقبلي ومحددات التمييز العنصري والإثني والعرقي لتشكيل فريق وطني لكرة القدم ؟ ومنذ متى أصبحت الشروط في الإنتماء لهذا الفريق تتحدد في كون فلان “ريفي” وعلان “عروبي” وخلان “سوسي” ..؟

تم، ومادام الشيء بالشيء يذكر، منذ متى أصبح بوبكر الجامعي وحوارييه المعتكفين في تلك المغارة المظلمة يهتمون بأخبار كرة القدم وبمنجزات الفريق الوطني المغربي في هذا الشأن؟ وكيف أصبح أبناء المغاربة المقيمين بالخارج، فجأة، موضوعا تتداول في شأنه شرذمة من السفهاء من داخل مغارة أضحت منصة لممارسة الابتزاز والمزايدة الرخيصة بإسم قضايا مغاربة العالم؟

وما دام أهل الكهف يريدون أن نفتح عليهم باب مغارتهم المظلمة، فلا بأس من أن نسأل بوبكر الجامعي سؤالا بسيطا وهو: هل سبق لك شخصيا أن سعيت لتشجيع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للتسجيل في اللوائح الانتخابية ؟ وماذا كان المانع الذي حال دون ان تتقدم أنت وشرذمة البؤساء الذين يحومون حولك للترشح في إحدى الدوائر الانتخابية المحلية أو الجهوية أو التشريعية الوطنية، في الانتخابات التي نظمت السنة الماضية بالمغرب وشهد العالم بنظافتها ونزاهتها ومصداقيتها؟ أليس المانع في ذلك خوفك أنت ومن لازال يصدق أراجيفك في اكتشاف حقيقة وزنكم السياسي الذي، كيفما كان الحال، لن يساوي وزن ريشة بعوضة في استحقاقات عصفت بالغوغاء الدهماء من أمثالكم الذين لطالما مارسوا في الماضي نفس الابتزاز الذي تمارسونه بدوركم في الحاضر قبل أن ينتهي بهم المطاف منبودين يستعطفون الشفقة والرحمة؟

 

أيها البوبكر الجامعي، هذا مغرب أخر، وأنت وحوارييك المعتكفين في كهفكم المظلم لم يعد لكم من دور تسعون للعبه في هذا الشأن لأن العملة التي نزلتم بها لسوق النخاسة السياسية انتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد. فالوطن والأمة أكبر منكم بكثير، ولن يكون بإمكانكم بعد اليوم تغذية النزعات الطائفية والعنصرية والعرقية المقيتة لأن العالم بأسره، وبعد الملاحم البطولية التي حققها “أسود الأطلس”، يشهد أن المغاربة قد أجمعوا على التمسك بثوابتهم الراسخة كما حددها دستور البلاد تحت شعار “الله، الوطن، الملك”.

وعاش المغرب، موحدا ومنتصرا، ولا عاش من يخونه أو يتاجر به.. في سوق النخاسة السياسية البئيسة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع