مع اقتراب الانتخابات..هل استغل “البيجيدي” القضية الفلسطينية وتاجر بها لترقيع عذريته السياسية واسترجاع شعبيته المضمحلة؟

الأولى كتب في 24 مايو، 2021 - 17:45 تابعوا عبر على Aabbir
مع اقتراب الانتخابات..هل استغل "البيجيدي" القضية الفلسطينية وتاجر بها لترقيع عذريته السياسية واسترجاع شعبيته المضمحلة؟
عبّر

زربي مراد – عبّر

 

مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتزايد التنافس بين الأحزاب السياسية شراسة، يبدو أن حزب العدالة والتنمية عرف من أين تؤكل الكتف، وأدرك يقينا أن استرجاع شعبيته المضمحلة لن يكون إلا بالركوب على القضية الفلسطينية واستغلالها سياسيا، بعدما باتت سمعته في الحضيض وتلطخت بتوقيع أمينه العام سعد الدين العثماني، على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

البيجيدي وبعدما أعلن تأييده لعملية التطبيع مع الدولة العبرية، وجلس وزراؤه في الحكومة مع نظرائهم الإسرائيليين، والأكثر من ذلك أبدى بعضهم رغبة في زيارة “تل أبيب”، كما هو الشأن بالنسبة لأبرز قيادييه وعضو أمانته العامة، عزيز الرباح، اقتنص فرصة ما يجري على الأراضي الفلسطينية ووجد فيها فرصة لا تعوض لمحاولة ترقيع عذريته السياسية آملا في أن يكون العروس التي يختارهاالمغاربة في الانتخابات المقبلة لزواج جديد.

و لم يجد حزب “اللامبا” حرجا في الانقلاب كليا في موقفه وتسخير وسائله الدعائية لإظهار مدى كرهه لمن ظل يسميهم بالصهاينة وعدائه لهم، والأكثر من ذلك طالب فريق الحزب بمجلس النواب بوقف اتفاق التطبيع وطرد بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.

و لم يتوقف حزب رئيس الحكومة عند هذا الحد، و ركز كل جهوده خلال الأسبوعين الماضيين على صياغة بيانات التنديد والدعوة إلى المشاركة في الاحتجاجات الداعمة لغزة، وحشد أتباعه للتضامن مع الفلسطينيين، ناهيك عن تقديم تغطية واسعة لما يجري بالأراضي المحتلة عبر موقعه الإلكتروني، واصفا ما يقع بجرائم حرب ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، ليبقى السؤال هل كانت إسرائيل “حمامة سلام” أم أن البيجيديين لم يسمعوا بجرائمها ومجازرها الفظيعة قبل ذلك؟!

و ما يثير الاستغراب والدهشة، أن كبير البيجيديين الذي يهدد ويزمجر ويتباكى ويذرف الدموع على ضحايا غزة اليوم، هو نفسه الذي من وقع بخط يده اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني في العاشر من دجنبر من السنة الفارطة، وصافح وجالس أحد أكبر عتاة الإجرام الصهيوني، وأحد من أشرفوا بشكل مباشر على العمليات العسكرية على غزة الأبية، وأمر بقتل ما يقرب من 250 فلسطينيا وجرح 1900 آخرين، أطفالا ونساء وشيوخا داخل بيوتهم، ودمر العشرات من المنازل والعمارات والمدارس والمستشفيات خلال شهر ماي.

و الواضح أن الحزب الإسلامي لا تهمه فلسطين بقدر ما تهمه مصالحه الحزبية والسياسية، إذ أن لجوءه للركوب على القضية الفلسطينية الغاية منه محاولة استرجاع شعبيته وسط أنصاره، والسعي للحفاظ على القاعدة الانتخابية التي أغضبها قرار التطبيع بشدة، ومحاولة استمالة قلوب من كانوا يتعاطفون مع الحزب لمرجعيته الإسلامية، وذلك بدغدغة مشاعرهم بتقمص دور المدافع الشرس عن فلسطين المحتلة.

كما يروم تغيير الموقف البيجيدي، بعث رسائل إلى تيارات الإسلام السياسي عربيا للتأكيد على ثباته على مواقفه، في محاولة لإعادة ترميم علاقته بها.

و الأكيد أن حزبا يغير جلده كما يغير الثعبان جلده، ولا يجد حرجا في استغلال قضية أمة في صراعه السياسي والانتخابي، من الطبيعي جدا أن لا يلقي بالا لمصالح ومعاناة من حملوه على الأكتاف إلى السلطة، ولن يتردد في التنكر لوعوده الانتخابية كما فعل في المرات السابقة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع