مطالب اسقاط الجنسية..استفزاز مجاني للاستهلاك الإعلامي

الأولى كتب في 30 أغسطس، 2019 - 19:05 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

ولد بن موح-عبّر

 

على الرغم من أن القانون المغربي لا يتضمن أي نصوص تتعلق بإسقاط الجنسية عن أي مواطن مغربي باعتبارها حق من الحقوق المكتسبة، بحيث انه لا يوجد أي اختصاص أو أي جهاز يفعل إسقاط الجنسية ذلك أن حتى المحكمة الدستورية باعتبارها أعلى هيئة لا يمكنها ذلك، إلا انه خرج علينا فآم من الناس بموضة جديدة و هي المطالبة بإسقاط الجنسية عنهم، حيث عمد عدد منهم لا يتعدون رؤوس الأصابع إلى اقتحام قنصلية المملكة المغربية بهولندا بشكل مسرحي مطالبين بإسقاط الجنسية عنهم، موجهين عبارات مهينة للموظفين و لرموز البلاد التي نما لحم أكتافهم من خيرها.

 

 

السلوك غير المقبول نهائيا اعتبره البعض، محاولة يائسة لاستفزاز الدولة المغربية و خطوة بائسة في سياق تصفية الحسابات لصالح الجهات التي تقف ورائهم، و هو أمر منتظر من أولائك الذين كانوا يدعون للمسيرات الفاشلة لمساندة المعتقلين على ذمة الأحداث التي عرفتها منطقة الريف و الحسيمة على وجه الخصوص.

 

 

الأكيد أن من قاموا بهذه الخطوة الفلكلورية، يعرفون حق المعرفة أن لا القنصلية و لا السفارة و لا أي مؤسسة تابعة للمملكة يمكنها أن تلبي طلبهم، كما لو أراد شخص أن يسقط عنه نسبه لأبيه، فليست هناك أي هيئة يمكنها أن تنفذ له طلبه غير المنطقي أصلاـ، و هو أمر عبر عنه أحد مقتحمي القنصلية، عندما صرح أنه مواطن ووطني أكثر من الوطنيين، و هذا ينم عن جهل تام و مركب و ربما يدل على عدم استيعابه للخطوة و عدم اقتناعه بها، و لكن جرا إليه جرا من طرف هذه الجهة أو تلك.

 

ملاحظة ثانية بخصوص هذه الواقعة التي تدخل في ما يمكن أن نسميه لعبة شد الحبل التي يريد البعض لعبها مع الدولة، هو أن كل هذه الأمور طبيعية و عادية و من المنتظر حدوثها، فاللذين نظموا تلك المسيرات التضامنية الفاشلة مع الريف، رغم الدعم المادي و المعنوي الكبير من بعض الجهات، لا بد و أن يحاولوا العودة تحت أي عنوان لتسجيل الحضور و لفت الأنظار، و هو ما جعل المقتحمين يحرصون على توثيق الواقعة بالصوت و الصورة، قبل أن يغادروا كما جاؤوا دون أن شيء.

 

 

لذلك يمكن القول، أن ما قامت به تلك الشرذمة، ليست إلى حالة من حالات الاستفزاز المجاني، و مسرحية سيئة الإخراج الهدف منها الاستهلاك الإعلامي و حجر في الهواء لا يستطيع لا يسمن و لا يغني من جوع.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع