مسرحية “سيلفي” والتمرد بصيغة التأنيث

ثقافة و فن كتب في 21 نوفمبر، 2019 - 14:22 تابعوا عبر على Aabbir
محمد زروال
عبّر

 

شهدت قاعة العروض بدار الثقافة بني ملال الجمعة الماضية 15 نونبر 2019، عرض مسرحية ” سيلفي ” لفرقة داها واسا من الرباط، من أداء الممثلة نعيمة أولمكي وتأليف أنس العاقل و إخراج أحمد حمود.

 

لنبدأ من عنوان المسرحية ” سيلفي” وهي كلمة ولجت إلى لغتنا اليومية مع تزايد استعمال الهواتف النقالة في العشرية الأخيرة، وهي إشارة إلى الصور الشخصية التي يلتقطها الإنسان لنفسه، والتي تصل عند البعض إلى درجة الإدمان، وقد عنونت باحثة فرنسية كتابها ب ” أنا أسلفي إذن أنا موجود” بمعنى أن الكلمة أصبحت شغلا عاما وعلميا في نفس الوقت، وفي المسرحية نجد الممثلة أمام كاميرات كثيرة كأنها تأخذ ” سليفيات” كثيرة تحكي عبرها عن تجربتها في الحياة، وهي أجهزة تم استثمارها في المسرحية لتنويع مشاهد العرض إذ هناك أداء مباشر على الخشبة و هناك توظيف لذلك الأداء على شاشة العرض.

 

 

ينقلنا عرض ” سيلفي” إلى موضوع كثير التداول في الآونة الأخيرة، ويتعلق بالحريات والاختيارات الشخصية، ونبذ الوصاية، خاصة تلك التي يمارسها المجتمع باسم قيم ومبادئ قديمة على الإناث.

 

 

قدمت لنا الممثلة نظرتها للحياة بطريقة تدريجية بدءا من الصمت والتأمل في الحياة، ثم بداية البوح أمام الكاميرا والنبش في صندوق الذكريات، بنفض الغبار عنه والعودة إلى قمع الأساتذة في الصغر ووصاية الأسرة و تجربة السفر إلى الخارج والتمرد على التقاليد وقيود المجتمع، كلها حكايات كشفت عنها وهي مؤمنة أنها حرة في رسم مسارها، وأن استنساخ تجربة صديقاتها المتزوجات المنزويات في المطابخ لإعداد الولائم وإنجاب الأبناء وتحمل العنف، لن يجعل منها إلا عنصرا خاضعا لأهواء المجتمع.

 

 

تميز العرض بأداء جيد للممثلة نعيمة أولمكي التي كانت حركتها حيوية على الخشبة، ونقلت إحساسها بالرقص وتغيير ملامحها وإيقاع صوتها ، في تناغم مع الإنارة والمقاطع الموسيقية، وهي عناصر أعطت للعرض دفئا استحسنه من حضروا رغم الظروف الجوية غير المناسبة .

 

محمد زروال- باحث في السينما

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع