مدينة أفورار..ضرورة الانفتاح على نخب سياسية جديدة

عبّر معنا كتب في 21 يناير، 2019 - 23:15 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

مصطفى طه

ما يعطي المسؤولية السياسية قيمتها الحقيقية، هي الحكامة الجيدة، في التسيير، وترجمة مضمونها وتطبيقها تطبيقا سليما.

لهذا، أعتقد أن تسيير الشأن المحلي من طرف المجلس الجماعي الحالي لأفورار التابعة ترابيا لإقليم ازيلال، وصف بأكثر من المرتبك، إذ أن شروط التدبير المحكم والإستراتيجي، مرتبط بالمردودية والمصداقية والوفاء بالوعود الانتخابية وتحقيق الانتظارات المجتمعية، وإعطاء دينامية وحركية سياسية حقيقية، وتفعيل وترجمة الشعارات التي رفعت إبان الحملة الانتخابية المحلية الأخيرة، وهو ما يمكن اختزاله في مشروعية الإنجاز، في ظل التحديات التي يطرحها، موضوع التنمية المحلية.

 

إن الزمن و اللحظة السياسية حاليا، لم تعد تسمح بنفس الممارسات السابقة في التدبير و التسيير، إن الامر يدعو إلى إعطاء الأولوية للعنصر البشري كرأسمال للامادي، و الدفع في اتجاه تعزيز أسس الديمقراطية، و ثقة المواطن في السياسة و السياسيين، و كذلك ينبغي أن تعمل النخب السياسية المحلية لمدينة أفورار، من أجل افساح المجال لظهور قيادات جديدة محلية، فالسياسي الحقيقي، يستطيع بمؤهلاته التدبيرية و قدرته على التسيير، امتلاك رؤية إستراتيجية واقعية، تمكنه من اختصار المسافة، و الاقتصاد في الزمن، و بالتالي الإجابة على متطلبات الشارع المحلي، الانية و الراهنة.

 

إن غياب الإقناع، وحضور عنصر عدم الثقة، سيعمق لا محالة التحديات، أمام المكتب المسير الحالي لجماعة أفورار، ورئيسه المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي عليه أن يعي جيدا، طبيعة المرحلة السياسية الدقيقة، التي نعيشها اليوم، فإذا كان عمله لم يرقى إلى مستوى القبول عند شرائح مجتمعية واسعة محلية، سواء بحكم تدبيره أو بحكم مضمونه الشعبوي والمناسباتي، فإن عليه ان يراجع منظومته التسييرية.

 

فالتدبير المحلي، يجب أن يعتمد المؤشرات المهمة، وتشخيص المتطلبات، لتحقيق عدالة مجالية، وهو عمل تقني بامتياز، ينبني على التواصل المستمر والقوي، وإشراك الجمعيات المدنية المحلية، والإنصات لمشاكل المواطن، باعتباره المستهدف الأول من كل المبادرات، وهو ما يجب أن يشكل النقاط الرئيسية في برنامج عمل المسؤولين الجماعيين لأفورار، ولمدة خمسة سنوات كاملة، وفي مقدمتهم الرئيس الحالي، المسؤول الأساسي عن تنزيلها.

 

هذه المعطيات، تفرض على الأحزاب، تقديم نخب سياسية محلية جيدة، وكفأة، وواعية، من خلال برامج إنتخابية واقعية حقيقية، تراعي وتحترم كل الأولويات السابقة، في كل استحقاق انتخابي جماعي. إذا فشل المجلس الجماعي الحالي، في تدبير وتسيير الشأن المحلي، فإن قطار التنمية المحلية، في أبعاده الشمولية، يجب أن يقوده سياسيون محليون، لهم من المؤهلات الذاتية، والقدرات التواصلية، ما يدفع الشارع الأفوراري، إلى تجديد الثقة في السياسة، خطابا، وممارسة، وانخراطه بوعي ومسؤولية، في كل المبادرات والمقترحات.

 

يجب على المسؤولين الجماعيين الحاليين، الإجابة عن المشاكل المتراكمة، والتي تتفاوت من مجال إلى اخر، بفعل غياب استراتيجيات واضحة المعالم، على المدى القريب والمتوسط والطويل، بالإضافة الى غياب استثمارات حقيقية، في الموارد الذاتية، أو جلب استثمارات وطنية وأجنبية، من أجل خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، لإشراك المواطن، في مجاله المحلي، وتجاوز العديد من المشاكل، الناتجة عن عدم بناء تنمية محلية حقيقية.

 

ولعل هذا، سيساعد في الانفتاح، على نخب سياسية محلية جديدة، أو الاستفادة من الخبرات المحلية، من خلال تفعيل حقيقي، للمقاربة التشاركية، بعيدا عن المزايدات السياسية المجانية الضيقة، والنزعة القبلية، المنتشرة وبكثرة بمدينة أفورار، التي لن تفيد في الإجابة عن الرهانات التنموية، وطموح الرأي العام المحلي، في العيش الكريم.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع