مدن أثرية مغربية مدينة زاكورة.. واو زاكور أو بين زواكر

ثقافة و فن كتب في 31 مارس، 2019 - 10:15 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

مصطفى طه ــ عبّر

زاكورة، مدينة مغربية، وهي في نفس الوقت عاصمة الإقليم، التابعة جهويا لجهة درعة تافيلالت، اختلفت الآراء حول اسم المدينة، هناك من يقول إن تسميتها، يرجع إلى جدور أمازيغية، نسبة لقرية واو زاكور، التي تبعد عن زاكورة بسبعين كيلومتر، وكذلك في جنوب زاكورة منطقة، توجد بين الجبلين، تسمى بين زواكر، وتقع المدينة في الجزء الجنوبي الشرقي للملكة المغربية، تصنف ضمن المدن السياحية، وتشتهر بصناعة الفخار، وثمرها الذي يتسم بالجودة، ويصل تعداد سكانها، إلى أكثر من 310.000 نسمة.

 

استقرت بوادي درعة، شعوب قديمة، كالكوشيون، المنحدرون من كوش، أحد أبناء حام، ابن نوح عليه السلام، و يعتبرون أسلاف الحراتين، الذين يمثلون الى اليوم، نسبة مهمة من سكان واحات الجنوب المغربي، و وادي درعة على الخصوص، هذه العناصر الاثيوبية الخلاسية، كانت حسب بعض الإشارات التاريخية، تكون غالبية سكان حصن تازكورت، إلى جانب طائفة كبيرة من اليهود، حيث يصنف حصن تازكورت، الواقع في السفح الشمالي لجبل زاكورة، النواة الأولى لمدينة زاكورة الآنية، و اختلفت الروايات، حول زمن بناء هذا الحصن، فالمصادر اليهودية، ترجعه إلى ما قبل الإسلام، بينما تؤكد المعلومات التاريخية الأثرية، أنه بني في زمن متأخر عن ذلك، أما المصادر المحلية، فتؤكد بناءه، إلى النصارى، مستدلة في ذلك، بقصر تانصيتة، أحد قصور المنطقة، الذي لايزال اسمه يذكر، باسم الأميرة الرومية سيطة، بينت الدراسات التي أقيمت بالمنطقة، أن أطلال حصن تازاكورت، ترجع الى عصور مختلفة، و أن ما تبقى من هذه الأطلال، يرجع إلى العصور الإسلامية، حيث أن بعض المواد المستعملة في بنائه، تشبه إلى حد كبير، تلك المواد المستعملة في البناء، شمال المغرب، إبان حقبة الإدريسي، كما أن تصميم الحصن، جاء مرابطا لتصميم القلاع، و الحصون، المرابطية، و بذلك يمكن القول، أنه قد بني في عصر الأدارسة، و أعيد بناؤه، في عهد الدولة المرابطية.

 

 

بني حصن تازكورت، على مساحة تقدر بنحو عشرة هكتارات، و أحيط به سور، تتخلله أبراج، من كل الجهات، كباقي المناطق المغربية، و منذ دخول الإسلام، شهدت منطقة درعة، نشاطا دينيا واسعا، نشئ عنه نشوء، رباطات و زوايا، و في سنة 1575، أسس عمرو بن أحمد الأنصاري بتامكروت، التي تبعد بعشرين كيلومتر، عن مدينة زاكورة، أكبر زاوية عرفها تاريخ المغرب الحديث، و هي الزاوية الناصرية، تعتمد هذه الزاوية على الطريقة الغازية الصوفية، و قد كانت تدعو إلى تجاوز، المذهبية، و التمسك، بالسنة النبوية الشريفة، و الحق الشيخ محمد ابن ناصر، بالزاوية الناصرية، خزانة، جلب اليها الكتب من المشرق و المغرب، حتى وصف بصقر الكتب، لحبه لشرائها، بشتى الوسائل، ثم جاء إبنه أحمد الخليفة من بعده، و بنى بجوارها مدرسة، لإيواء طلبة العلم، و واصل استقطاب الأساتذة، من مختلف جهات البلاد، و عرفت خزانة الزاوية الناصرية، منذ تأسيسها، صيتا عالميا، لما تتوفر عليه، من كتب و مخطوطات، فاق مجموعها، 4000 كتاب، كما تملك الخزانة، كتاب مكتوب، بماء الذهب، لقيس القيرواني، و مصحف كتب على رق الغزال، يستفيد من الخزانة اليوم، السياح المغاربة و الأجانب، المقبلين على المدينة، بالإضافة، إلى اكثر من 100 طالب، من طلاب العلم، قدموا من مختلف المدن المغربية.
أما المجال الفلاحي، فتتمركز الزراعة، في واد درعة، ومنبسط تزارين، الغني بالنخيل، وكذلك المنتوجات الأخرى، كالحبوب، واللوز، والتفاح، والمشمش، والرمان، والحناء، والبطيخ الأحمر.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع