ما هي الأهداف الحقيقية للجنة بوعشرين ؟

الأولى كتب في 10 أكتوبر، 2018 - 07:44 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

صفاء بالي ـ عبّر 

بات من المعروف جدا مدى ركوب جهات معينة على قضايا تهم الرأي العام ولها تداخلات من خارج الرقعة الجغرافية للمغرب، و “لجنة الحقيقة والعدالة” التي تطل كل مرة بندوة تدافع فيها عن المسمى توفيق بوعشرين، ناشر يومية “أخبار اليوم” المتهم بتهم تتعلق بالإغتصاب والاتجار بالبشر والتحرش الجنسي، خير دليل على ركوب مثل هذه الجهات أمواج قضية يتابعها الرأي العام.

قضية بوعشرين وعلاقته المشبوهة بنساء عملن معه بجريدته وقررن فضح المستور أثارت ما أثارته من جدل يتعلق بمدى استغلال رب العمل لهن ولاحتياجتهن بغية ممارسة الجنس معه في ضرب سافر لحقوق المرآة في مجتمع يسوده الفكر الرجولي، إلا أن بعض الأوجه ممن كانوا بالأمس القريب يتغنون بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، أبانوا اليوم عن وجوههم الحقيقة حين انحازوا للإصطفاف بجانب بوعشرين لأسباب قد تكون معلومة عند البعض.

لكن وبالرغم من إلحاح ذات اللجنة للاستقطاب عطف المتتبعين للقضية والانحياز إلى جانبهم، إلا أنها في الأخير فشلت فشلا ذريعا لتحقيق مبتغاها، حيث أن ندواتها باتت كلاما يعيد نفسه إلى الصفر بدليل غياب مجموعة من المنظمات الحقوقية والتمثيلات الدبلوماسية بالرباط المهتمة بالملف، وكذلك غياب شريحة كبيرة من الصحفيين والحقوقيين الذين يحترمون مجرى القانون كون القضية لم يقل القضاء كلمته الأخيرة فيها.

كان حري على هكذا لجنات تولد بين ليلة وضحاها بمناسبة قضية من قضايا تهم الرأي العام، أن تكون محايدة وتعالج حيثياتها بكل موضوعية ودون انحياز ملحوظ، ثم ما الذي يريدونه؟ أن تسكت المرأة عن الظلم والحيف التي تعانيه من طرف رب عملها؟ ثم إن مشتكيات بوعشرين في الوقت الذي يجب أن نحترم قرارهن وشجاعتهن لخوض غمار حرب صعبة وفي مجتمع ذكوري محض، أن نسكتهن وندينهن مجتمعيا وإعلاميا قبل القضاء؟

من يخول لنفسه صفة الحقوقي عليه بالدرجة الأولى أن يوفر شروط العدالة المجتمعية ثم المحاكمة العادلة للمشتكيات المتضررات نفسيا قبل حتى وصول القضية إلى القضاء والإعلام، وليس الانحياز للطرف الآخر بالرغم من أن الدلائل لحد الساعة لا تنصف بوعشرين المعني بالأمر، ولذلك فلجنة الحقيقة والعدالة كما اسمن نفسها فهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة والعدالة لأنها اختارت سلفا الانحياز في حين كان حري بها التعاطي مع القضية بكل موضوعية ومسؤولية لكن للاسف لازلنا في بلد مهما تغنى بالحقوق والعدالة الاجتماعية فهو في الأصل لن يصل إلى مصاف الدول المتقدمة التي تحترم المرأة وتخول لها جميع حقوقها.

يا “لجنة الحقيقة والعدالة” أعيدي النظر في حساباتك ورتبي أوراقك فعيب أن تنحازي لطرف معين في قضية ما دون أن تراعي نفسية الطرف الآخر خصوصا لو كانت مشتكيات حرات شجاعات قررن رفع الظلم عليهن، يا ليتك لم تخرجي للوجود فحضورك في الساحة باهت جدا والمغاربة اليوم واععون أكثر من ذي قبل أن هكذا قضايا ولو لم يتبينوا منها الخيط الرفيع من الخيط الغليظ فإنهم سينتظرون كلمة القضاء التي هي فصل في القضية وليس التطبيل وتضليل الراي العام بترهات لا تدخل العقل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع